عند كل شروق شمس، عند كل خيط ذهبي يطوق الأجفان، تبدو الإمارات طائر الحلم البهي يغادر كل يوم إلى شجرة، يحدق في الأغصان ويرسم صورة الحياة ما بين الأعشاش، ولا تتوقف الأحلام لأنها الثيمة في منطق عناق الأمم، وأشواق العشاق الذين لا يكفون عن إبداع قصائد الحب، وتلاقي الأحبة في مشارق الأرض ومغاربها، سعيا إلى ردم الهوة التي حفرها الكارهون، وبدء عالم جديد تلونه مشاعر التسامح بأزهى الألوان، وأجمل الفسيفساء، اللونية، ولا نستغرب ذلك على دولة عاشت حلم زايد الخير طيب الله ثراه، واستمر الحلم منمقا رائعا في عهد خليفة التمكين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وها هي الخطوات المباركة تثمر حصاداً طيباً بين يدي قيادتنا الرشيدة، حيث الابتسامة الملهمة على محيا رئيس الدولة تقود إلى عوالم البهجة في حياة الوطن، وتمضي في دنيا العالم كأنها السحابة في ريعانها، ونشوة القطرات على شفاه الوجود، ورونق الشفافية في عيون من تربوا على حب الآخر من دون شروط، لأن الوجود هو اختيار وعدم الاختيار هو عدم الوجود، فالإمارات اختارت الوجود عندما اختارت العلاقة المتوازنة مع الآخر، المبنية على الحب قبل كل شيء لأنه ترياق التواصل، ونهر الإرواء بين الشعوب، ولا شيء أقوى من الحب الذي يصنع الوعي، والذي يخلق إدراك الإنسان لكيفية بناء جسور التواصل بين الشعوب، وهذا ما ترمي إليه قيادتنا الرشيدة، وهذا ما تسعى لتحقيقه إيمانا منها بأن الوجود واحد ونحن في هذا الوجود أغصان شجرة واحدة، يشد بعضنا بعضا لنكمل مسيرة التطور ونحفظ الحضارة البشرية من الخدوش، ونحميها من عواتي الكراهية، ونرفع عنها الضيم، وندفع عنها الظلم. هذه الحضارة التي شاركت فيها عقول البشر من كل الأوطان، تستحق أن يشمخ بها رجال أوفياء يمنعون عنها الضرر، ويدفعون عنها الشرر، لأنها ليست لشعب دون الآخر، بل هي حضارة كونية وجودية تطوق أعناق الجميع، ويتوجب على الجميع وضعها موضع المقلة من الرموش. هذا الوطن بفضل قيادته الواعية، المدركة لأهمية أن نكون معا في المركب العملاق، جعلت من الإمارات النجمة التي تطل على العالم بضوء الانفتاح، محملا بأشعة أحلام، المستقبل، وتطلعات جيل عالمي نبذ الفرقة وتمسك بوحدة الوجود كخيط يجمع فصوص القلادة الذهبية الواحدة.