أحياناً نتكلم بعفوية أو نردد جملاً غير مفيدة، وساذجة، وبلا منطق، وهي عادة من الجمل المعلبة، ومسبقة الصنع، والتي لا تخضع لأيٍّ من قواعد الصرف والنحو، ومرات تحمل ذرات من هباء الغباء، وترديد الببغاء، لكنها جارية على الألسن، ولا تستغربها الأذن، ولا يلحن بها الإنسان، ولكن لو تأملناها، وتفحصناها وأمعنا فيها النظر وفندناها وأخضعناها للنقد، فسنرى العجب، لكن لا تعتقد أنه يمكنك أن تصلحها أو تلغيها من قاموس الناس اليومي، هذه العبارات والجمل هي صُنع في الإمارات فقط:
هناك جملة نستخدمها حين الحذر، وحين التلصص والفضول أو محاولة قرض سيرة الآخر أو التنبيه على شخصية لا نريد أن نراها أو ترانا في ذلك المكان، وقد تكون تمشي وراءنا، وهي جملة خالية من أي نقطة ذكاء، «شوف اللي وراك، بس لا تلتفت، ولا تصدّ عشان ما يحس بك أو يشوفنا» فتحتار أنت المرافق له كيف تتصرف، وتتحرك، وتعرف الآخر الذي وراءك، وأنت مكتف.
وهناك جمل ناقصة عليك ملء الفراغ بطريقة صحيحة كما يشتهي المتحدث، وتشغيل ذهنك لتعرف ما يفكر فيه الآخر، وتسبق حدسه، مثل تلك الجمل، «تذكر يوم كنا عند هذيلاك»! أو«اسمع والله لو أني شو»! فلا تعتقد أن «هذيلاك» اسم اسكندنافي أو «شو» شخص صيني، لا هؤلاء أناس حقيقيون، وعليك استنباطهم من رأس محدثك، من دون أن تسأله عنهم، وهي قريبة الشبه بتلك الجملة التي تتداخل فيها جهات الأرض، «شو فيكم مشرّقين مغرّبين، سرتوا هناك وما خبرتونا، وييتوا هنا ولا علّمتونا»!.
ومن الجمل المتناقضة، والتي لا تدل على فهم عميق في علم الأحياء، جملة «ياخي هذا الإنسان.. صدق حيوان»! أو جملة «يا رَيّال والله إنك صغير وياهل وطمطمة»!. 
ومن الجمل التي تتناقض مع علم ميكانيكا الحركة وعلوم الفيزياء، تلك الجملة المباغتة «تراك حشرتني لي ساعة أقول لك دقيقة»! أو جملة «عنبوه.. كلها ربع ساعة»! والتي عليك أن تتحملها فوق ما تحملت تأخره وتعطيلك ويكون خطف من الوقت بالضبط سبعين دقيقة وأربعاً وأربعين ثانية!.
أما جملة المدرسين التقليدية والتي فيها أمر ونهي وجزم، ولكنها بعيدة عن أي تقدير حقيقي للموقف «هاسا.. بديش أسمع ولا نَفَس، بدكوا تتكلموا، تكلموا بس بلا صوت ولا حس، بديش أسمع ها ولا هس»!.
ومن الجمل التي لا تعرف المبتدأ فيها من الخبر، ولا الفاعل من المفعول، حتى محلها من الإعراب لا تعرفه «تعال انت ويا ويهك»! أو جملة «قاعد أمشي»! أو جملة «اسمع.. ترى أنا إذا عصبت عصبت»، أو تلك الجملة «الزهايمرية» «يا أخي والله أذكره، بس ناسي»! أو جملة «شوف.. أنا ما أبا أحلف، بس قسماً بالله لتشوف شيء ما شفته»! أو تلك الجملة الجامعة المانعة التي لا تعرف أولها من آخرها، المربكة «اسمع.. أقولك عطني نفس المقاس، بس أكبر شوي»! وخاتمة القول تلك الجملة التي تشبه «غز السح»، «طيب.. خلاص.. أنا إذا هذا بعطيك خبر»!.