- «البائع العربي إذا كانت هناك خدمات مجانية، وترويجية وتسهيلية من حقك، يحاول أن لا يعرفّك بها أو يريد أن يتناساها ضمن عمله الذي يؤديه بسرعة غير مطلوبة منه، وإذا اكتشفتها صدفة حمض ريقه، وتغير وجهه، وتطاول لك من التبريرات التي تملأ صدره، وأنه لم ينسها، ولكن يريد أن يعملها لك مفاجأة في الأخير، في حين الأوروبي هي من مدعاة ترغيبك في الشراء، وإن نسيتها ذكّرك بها، لأنها جزء من حقك، مع ابتسامة صافية، لأنه أدى عمله بأمانة كما ينبغي، ولم يغش الزبون في شيء، خاصة حقه، وأنه لم يدخره للآخر ليفاجئ به الزبون كمبررات البائع العربي المبردة والجاهزة»!
 ـ «المخالفات المرورية بتجاوز الإشارة الحمراء صارت بالآلاف في الشهر، هذا الناس «طايرين» من كل شيء إلا الفرحة، معقول يعني شو يريدون إشارة بنفسجية تفرح قلوبهم علشان يتوقفوا عندها، ويتأملوا جمالية لونها، وإلا يريدون دربهم دومه «سالك»، ترى عجزت إدارات السلامة المرورية من الإرشادات، والحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين، والرادارات طرست الشوارع، ما شيء إلا يفسلون لكم رادارين عند كل نخلة، ويخلون لكم قفّاطة السيارات عند الإشارات».
ـ مرات بعضهم يكون حظه من الأسماء، من تلك الأسماء المتداولة والمقترحة والمتواجدة بكثرة، فلا تستطيع أن تفرق بينه وبين الناس، بحيث تكون في «برزة» وتلقى عشرة يشبهونك في الاسم، وثلاثة احتياط، واثنين عند الباب، كلهم من تلك الأسماء التي تبدأ بهمزة، فلا يجعلك تشعر تجاهه بأي عاطفة، وتغدو شبه متأكد لو أنه ابنك فسيكون عاقاً لك في شيخوختك الهرمة التي لم تعمل حسابها كما ينبغي لشخص يحب أن يحسب الأشياء، ولو كانت همزة!
ـ لا أعتقد أن البنية الجسدية للعربي الذي تنقصه التغذية السليمة والمتكاملة، ستمكنه من لعب الكرة الأميركية يوماً ما أو تسمح له بممارسة لعبة الرجبي مثلاً، خاصة حينما يكون الخصم فريقاً من «غلاسغو» الأسكتلندي، ولاعبوه من الذين يزنون بالأرطال الإنجليزية ويزيدون، و«يونية» البطاطا ما تم يومين عنده، لاعبون وهم مصارعون في الوقت نفسه، من الذين يضعون على صدور قمصانهم ليس دعاية حليب مبستر، إنما دعاية «كتربلر أو تواير كريده»، حتى الحكم في هذه اللعبات تراه يشبه اللاعبين، وليس أنقص منهم وزناً، كلهم «مصاكّة» ويدابكون في ذاك الملعب العريض الذي يقطع نَفَس العربي القصير، حتى إننا لا نصلح كمتفرجين في مثل هذه اللعبات لأننا لا نعرف من نشجع وهم كلهم خصوم، ولا نقدر النتيجة التي انتهت عليها المباراة، ولا حتى متى تنتهي لنرتاح!
ـ «حد من الناس الشراغة في عيونه، وحد لو تمزر ثبانه يقول طِشّونه، وحد لو تترس له عيونه، يغمض ويشفي في اللي من دونه، تلك معادلة الإنسان الناقص، والقناعة الغائبة، ولا يدركها في حياته إلا حكيم أو عليم أو شخص عرف الحمد وشكر، وعرف البلاء وصبر».