ألمح تغييراً في تكتيكات حاضرة وقادمة لكرة القدم، وهي في طريقها لمساعدة تكتيك «القادمون من الخلف» الذي ظهر في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وروضه وطوره بيب جوارديولا.
هالاند، ونونيز، وليفاندوفسكي، وبنزيمة، وجابرييل جيسوس، وريتشارليسون وهارى كين، هؤلاء مجموعة من المهاجمين، تمت الاستعانة ببعضهم في صفقات جديدة، وإسناد أدوار معينة للبعض الآخر، وهوما يمثل تغييراً تكتيكياً جزئياً في فلسفة كبار المدربين، مثل جوارديولا، وكلوب، وكونتي، وأرتيتا وكذلك أنشيلوتي، لاسيما بعد أن تحرر بنزيمة من ظل رونالدو.
ماهو التغيير الحاضر والقادم؟.
هناك حاجة واضحة للاعب يملك مهارات عالية، وقوة بدنية، وأطوال، وقدرة على التعامل مع الكرة في المساحات الضيقة أو بضربات رأس بهدوء أعصاب وقدرة على رؤية المرمى وهذا حقيقي نسبيا حيث نرى في أهداف بنزيمة وهالاند وليفاندوفسكي هذا الهدوء والثقة وهذا التغيير لا يلغي أسلوب «القادمون من الخلف» أو المهاجمين الوهميين الذين يتقدمون من الوسط أو من حافة منطقة الجزاء ويخترقون دفاع المنافس ويسجلون الأهداف.
أشير هنا إلى أن تكتيك «القادمون من الخلف» قديم جداً، وسبق أن قدمه منتخب المجر في الخمسينيات من القرن العشرين بواسطة نجمه ناندور هيدكوتي الذي شغل مركز قلب الهجوم المتأخر.
هذا التغيير الحاضر والقادم يعالج قصوراً في التنظيم الهجومي للفرق الكبرى، ويمنحها قوة هجومية إضافية، فالخطر حين يكون داخل الصندوق فعلاً، يسهم بشكل كبير في الفاعلية، وأفضل كثيراً من انتظار وصول الفاعلية من الخطوط الخلفية. ولاحظ أن هالاند حين شارك في مباراة الدرع الخيرية تعرض للانتقاد لأنه أهدر الفرص، وحين سئل جوارديولا عن رأيه في افتقار هالاند الفاعلية الهجومية، هز كتفيه وقال بهدوء دون رد مباشر على السؤال: «لديه جودة لا تصدق».
الانتقادات ذهبت مع الريح، ريح الأهداف التي سجلها العملاق النرويجي 1.94 سم، حيث أحرز في «البريميرليج» 11 هدفاً، وأثبت هالاند أن تعاقد جوارديولا معه لم يكن مغامرة، إلا أن المدرب الإسباني نجح في إجراء تطوير بسيط في أسلوب لعب مانشستر سيتي وأظن أنه تطوير جرى في كثير من الفرق الأوروبية التي كانت تستند على نظرية الاستحواذ.
والتطوير اتسم بالتنوع في اتجاهات الهجوم، دون الاعتماد كلياً على مهارات اللاعبين الفردية أو على أدائهم الحركي الميكانيكي الآلي داخل الملعب ومن مظاهر هذا التنوع دور هالاند داخل الصندوق وكيف ترسل إليه الكرة العرضية للسيطرة عليها برأسه أو بقوته الجسدية أو ترسل إليه الكرة بتمريرة بينية ساحرة يمارس بها سحره داخل صندوق الخصم.
** رأس الحربة يعود.. في تغيير نسبي لتكتيك كرة القدم.