فرحة واسعة تغمر الجميع هذه الأيام ونحن نشارك أهلنا في المملكة العربية السعودية أفراحهم باليوم الوطني 92، فرحة تنطلق من العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين الضاربة الجذور في التاريخ ووشائج القربي والدم وروابط العقيدة والمصير المشترك. 
علاقات متجذرة دائمة التطور والتقدم بفضل ما تحظى به من دعم واهتمام قيادتي البلدين، واكتسبت زخماً نوعياً، برعاية ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لترقي نحو آفاق رحبة من الشراكة الاستراتيجية والتكامل في المجالات كافة.
العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين أرست نموذجاً باهراً للعلاقات بين الأشقاء، ومساراً متفرداً وداعماً للاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة بأسرها، وبما يسهم كذلك في الاستقرار العالمي بفضل الدور المحوري للبلدين على مختلف الصعد.
لقد شهدت العلاقات بين الإمارات والسعودية خلال السنوات القليلة الماضية محطات مهمة امتداداً لذلك الزخم والرعاية والدعم، ومع ولادة مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، والذي ترجم رؤى قيادتي البلدين لتعميق واستدامة الروابط المتميزة من خلال التنسيق والتشاور المستمر لما فيه خير وتقدم ورخاء الشعبين الشقيقين. 
كما أسهم وجود مجلس التنسيق في إضفاء ديناميكية خاصة على الجوانب الاقتصادية والاستثمارية وتعزيز منظومتها المتكاملة بينهما، فقد تجاوز حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما خلال النصف الأول من عام 2021 ما قيمته 61.7 مليار درهم بنسبة نمو 32.5 مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه.
وأسهمت تلك الرؤى المشتركة للبلدين الشقيقين في صياغة مواقفهما المبدئية والثابتة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية انطلاقاً من الثوابت التي تجمعهما ليسهما معاً في دعم كل ما يعزز الاستقرار والسلام والتنمية في منطقتنا ووطننا العربي والعالم. وقد أكدت الإمارات في مختلف المناسبات بأن المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات.
بهذه الروح التي تغمر قلوبنا تتجدد مشاعر الاعتزاز والفرح والفخر باليوم الوطني السعودي، وكأنه يوم وطني للإمارات ففرحتهم فرحتنا، وسنظل نردد «معا أبداً» على ذات الدروب والخطى التي أرادها لنا المؤسسون اعتزازاً ووفاء لمملكة الخير و«هي لنا دار»، ويبقي «السعودي إماراتي والإماراتي سعودي» متمنين للمملكة وشعبها الشقيق كل التقدم والرخاء والازدهار بقيادة سلمان الحزم ومحمد العزم.