ـ النصب مرتبط بالمدن المكتظة، بحيث يضيع دم النصّاب بين القبائل، وفي الشوارع المتقاطعة، وتبدل الوجوه المتعبة والمتلهفة، والأقدام المُسرعة.
ـ في القرى لا ينجح النصّاب كثيراً، ولا دائماً، لأنه في الآخر ينصب على أهله، والكل سيعرفه أو أنه لا يجد شيئاً جديداً ومغرياً كل حين في قريته لينصب من خلاله.
ـ النصب ضحيته إما إنسان طيب أو رجل أخلاقي أو غريب عن المكان.
ـ  وسائل النصب؛ إما مَسْكَنة أو جهل، وإما إغراء، وتكون في الوسط امرأة.
ـ يمكن لعطر مخاتل أن ينصب عليك، ويغويك حتى الهاوية.
ـ يمكن للمعة ثوب حريري، وتغضن أطرافه على جسد لدن أن ينصب عليك.
ـ يمكن لعيون شبه غافية، ناعسة أن تنصب عليك بسهولة.
ـ يمكن لرائحة ورق «البنكنوت» المصرفية، وهسيس الورق الجديد أن تنصب عليك.
ـ يمكن لأي غجري، وفي أي مكان أن ينصب عليك.
ـ الكلام المعسول الذي يسيل الريق، يمكنه أن يخدرك لينصب عليك.
ـ الصورة المتقنة والمنتقاة والمصفاة يمكنها أن تنصب عليك.
ـ العزف على وتر الوجع وطلب المعافاة المجانية، يجعلك تتبع ذلك النغم حتى ينصب عليك.
ـ الدمعة الباردة، ورجفة الشفة السفلى، هما مشروعان معدان للنصب دوماً.
ـ السيجار الكاذب، وحقيبة اليد الكادحة، والنظارة السوداء القاتمة، هي مخططات إن اجتمعت، اجتمعت ونيتها النصب.
ـ الأرملة الطروب مشروع طمع وخطة للنصب على أكثر من واحد.
ـ الحلف بأغلظ الأيمان، وبحياة الأولاد، هي فخاخ من حرير للنصب.
ـ العاهات غير الدائمة، والآلام المدعية، من أقدم حيل النصب في التاريخ.
ـ احذر من جامع لبناء مسجد، وهو لا يصلي، تراه يغافل، ليمارق، وينصب على المصلين الذين يحلمون ببيت في الجنة.
ـ البطن المنفوخة، والطفل الرضيع المتسخ، وامرأة تتوشح بالسواد، ولا تبالي بسواد الوجه، كلها زغللة في العين لتعميها، وتنصب عليها.
ـ بعض الألقاب المقدسة والمدنسة، والتي يصطبغ بها الكثير، ويضفيها على جلودهم الكثير،  ويدّعونها تشريفاً لا تكليفاً الكثير، هي مثل ذر الرماد في العيون، وتمهيد لنصب طويل الأجل.
ـ الخاتم ذو الفص الكبير في أصبع اليد المشعرة، لا تحسبوه تقوى، إنه بلوى، يظل يفركه حتى يظهر مارد المكر والنصب.
ـ بعض من ادعاء الحب، بعض من تقديم الود، بعض من المجاهرة بالوفاء، بعض من اصطناع الفداء، «حبالها خوص، وهي ضو خوص»، وكلها من أدوات النصب.
ـ  الصوت العالي في غير موقعه، والصراخ في غير محله، خيوط من الكذب تمهد لطريق النصب.
ـ يمكن لأي بحّار قصير، بفانيلته البيضاء المخططة، وقبعته الرطبة المرتخية، وجيوبه الممتلئة بالورق والوهم، والذي يتنقل بين الموانئ لرسو سفينته للطوارئ أو للمؤن أو لأنه خط سيرها، ولا ينوي بالعودة إليها يوماً، أن يتحول ساعتها إلى نصاب حتى النخاع، خاصة تجاه نوافذ مفتوحة للهواء البحري، ولأغنيات غابت مع المهاجرين، وتطل منها أشباح نساء متلفحات بنشوة الأمل.
ـ الوهم أكبر نصاب في الدنيا.