آفاق جديدة لعلاقات راسخة ومتجذّرة أضافتها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عُمان، تحمل في طياتها طموحاً مشتركاً للمستقبل المدفوع بإرادة سياسية مشتركة تستند على التاريخ والجغرافيا وروابط الدم والنسب والقربى.
نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم أبرمت بين البلدين الشقيقين، تمثل في مجملها إضافة نوعية لمختلف القطاعات، وتوفر فرصاً تجارية واستثمارية واعدة، وتدعم تكاملية أنشطة الموانئ وتربطها بالأسواق الإقليمية والعالمية، وتثري الأنشطة السياحية، وتضيف للعلاقات زخماً جديداً.
على المستوى الثنائي والخليجي، نرى أن كل هذا الزخم سيكون له دوره الحاسم في تنامي مسارات تكاملنا وترسيخ رفاه شعبينا، في ظلّ مصالح مشتركة ورؤى متوافقة على الدوام لم تعكر صفوها التقلبات الإقليمية والدولية، ولم تخضع يوماً إلا لمعايير الأخوة الصادقة والمصير الواحد.
فاليوم، وكما نتجاور في الجغرافيا ونتقاسم التاريخ، نتجاور أيضاً في الرؤية ونتقاسم الهدف والطموح، ونزيد من رسوخ بيتنا الخليجي الواحد، الواثق بقيادته والمنيع بشعبه، ونقطع معاً مسافات بعيدة في التضامن والعمل المشترك، و نضيف عناوين جديدة لرصيدنا الحضاري بإرادة صلبة، لنحقق الكثير من آمال وطموحات شعوبنا في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار والتقدم والبناء والنهضة والرقي والنبل الإنساني، ضمن التزام راسخ تجاه أخوّتنا ووحدتنا.
أما إقليمياً، فلا نبالغ إذا قلنا إن انعكاس كل هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لن يقتصر على البلدين أو البيت الخليجي فحسب، بل سيمتدّ ليشمل المنطقة العربية بأسرها، انطلاقاً من الثّقل السياسي والاقتصادي للبلدين، ليتعزز دورنا معاً في قيادة تحولات بنّاءة في المنطقة والعالم انطلاقاً من مسؤوليتنا كدولتين فاعلتين وقادرتين.
وختاماً نقول: إن علاقاتنا مع سلطنة عُمان تمثل نموذجاً بكل ما تعنيه الكلمة، بينما روابطنا القوية متأصلة في وجدان قيادتينا وشعبينا، فيما طموحنا المشترك اليوم أقوى وأعمق بكثير من أي وقت.