لا يمكن لنهضة اقتصادية، وسياسية وثقافية أن تقوم من دون وعاء إعلامي يحفظ القيم ويدحض الزيف، ويمنع عن الوجوه غبار معارك الافتراء، والهراء.
الإعلام، هو ذلك النورس الذي يغسل شواطئ الحياة بعينين بريقهما هو اليقين، وتحديقهما هو الصون الأمين لمنجزات وطنية، ومكتسبات لا تقبل أنصاف الحلول.
في الإمارات شهدت الآلة الإعلامية حركة دؤوبة نشطة، فاعلة، تتوازى قدراتها وإمكانياتها مع ما يطرح على الصعيد السياسي، والاقتصادي والثقافي، الأمر الذي يجعلنا نزداد طموحاً، ونتكثف تطلعات إلى ما هو أبعد من حاجب العين وأعلى من الجبين، لأن في الإعلام سحر التأثير والتأثر، وفيه تنمو أشجار الحلم مترعة بما تجود به أقلام المخلصين من أبناء هذه المهنة، وهم قادة الرأي، وهم الحصن الحصين لشيم الوطن وقيمه الرفيعة.
اليوم ونحن أمام منتدى إعلامي يرعاه صاحب الرعاية الكريمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهو فارس الكلمة ومهذب أبجديتها، ومشذب قاموسها، في شعرية مرهفة ناهلة من معين القريحة الجزيل..
في هذا المنتدى، كما صرحت منى المري، يشهد الإعلام اليوم تطوراً ملموساً بقيادة عقول وطنية شابة، تخوض الوعورة بإرادة صلبة، وتشق الأعباب بعزيمة لا تلين وهذا ما يجعل المتابعين يمتلئون تفاؤلاً وحبوراً بما سيستجد من معطيات في المستقبل، وهذا دليل على أننا أمام رهان أن جيادنا هم الفائزون وهم الحائزون العلامة الكاملة في طورهم الإعلامي.
الإمارات اليوم تسابق الزمن بأجنحة الأبناء المخلصين وقد استطاعت خلال عقدين من الزمن أن تجابه الموجة وترتقي سلم الحياة في مختلف الأصعدة، وتنجز مشروعها السياسي والاقتصادي بنجاح مبهر وهذا ما جعلها محط أنظار كل من لديه طموح، وتطلع لتحقيق الأمنيات الكبيرة، وقد وفرت حكومة الإمارات كل سبل الاستقطاب لشرائح مختلفة، مما سهل الوصول إلى واحة الإمارات الخضراء. 
نحن اليوم نستعين بإعلامنا في النهضة والتطور، فلا رقي من دون إعلام حي ناهض، وشريك له باع طويلة في مجال التأثير وتخليد المنجزات، وتحريضها على توسيع الحدقات، ودفعها إلى التمكين في صناعة وجدان الإنسان من مخمل الرخاء، وحرير الترف، وتسليط الضوء الكاشف على العبقرية الإماراتية في سبك المشروعات وتمتين صلتها بحاجات الإنسان وأولوياته الحياتية.
منتدى الإعلام سيكون العجلة التي تحمل وزر المسؤولية وتتحمل ثقل الواجب في مسعاها إلى جمع الكلمات لتصبح كلمة واحدة في مقال واحد وهي الحب.
هذه الكلمة تكفي لأن تؤلف مجلداً يقتدي بأضوائه كل ممتهن لمهنة الإعلام، وهي مهنة العشاق الذين يدمنون صناعة الحلم من حبر القدرات الكامنة.
إن منتدى الإعلام الذي تحتضنه دانة الدنيا لهو المنبر الذي من خلاله يجد الإعلامي موقعه الحقيقي في رفد الحياة بمزيد من العمل ومزيد من التفاؤل.