قبل أيام، بث أحد الزوار الآسيويين مقطعاً مصوراً من خلال حسابه بموقع للتواصل الاجتماعي وهو يردد أغنية ركيكة الكلمات باللغة العربية وبلغته، فيها إساءة ونيل من الإمارات بما زعم فيها من انتمائه ومحبوبته للدولة، وأمام الغضب الكبير ورد الفعل الحانق للمواطنين واللذين تفجرا في تلك المواقع، مستنكرين فعلته وتفاهة مسلكه، اضطر لحذف المقطع وبعد تدخل الجهات المختصة التي وصلت إليه.
السلوك العفوي للإخوة المواطنين الذين استفزهم الأمر وتدخلوا وتابعوه حتى النهاية، ينطلق من غيرة محمودة على كل ما له صلة بالإمارات واسم الإمارات، ويُعد صورة من صور المواطنة الرقمية الإيجابية التي تتضمن العديد من الجوانب، وكلها تلتقي حول تعظيم قيم الوطنية والانتماء والولاء وصون اسم الإمارات من كل عبث على يد بعض اللاهثين وراء الشهرة والأضواء ولو جاءت عن طريق توافه الأمور والأغاني والمظاهر والممارسات الساقطة، مثل صاحب ذلك المقطع «الخايب خيبته»، وما سولته له نفسه لخطف الأضواء ولفت الأنظار على حساب اسم إماراتنا الحبيبة التي أكرمت وفادته وغيره.
الحديث عن هذا الموقف يقودنا لتجديد الدعوات والمطالبات للجهات المختصة، وفي مقدمتها مكتب تنظيم الإعلام لوضع حدٍّ لمثل هذه الاستفزازات المتكررة والمرفوضة، وإيجاد صيغة فعالة وسريعة تتيح سرعة الإبلاغ عن أي تجاوزات ومحاسبة صاحبها، وفي الوقت ذاته نشر الإجراء الذي تم اتخاذه بحقه وبمختلف اللغات حتى يعرف الجميع أن تلك الممارسات مرفوضة، ويعاقب عليها القانون في دولة الإمارات؛ لأنها تحمل إساءة وتطاولاً على بلد بأسره ولمواطنيه وقيمه وعاداته وتقاليده العربية الأصيلة.
كما أن على هؤلاء إدراك أن الأمر لا علاقة له بحرية التعبير التي يتشدقون بها، فالقانون الإماراتي يشرع ويدعم تلك الحرية، ولكنه يجرم الإساءة والتطاول، وغيرهما من الممارسات الاستفزازية المرفوضة، وتحرص النيابة العامة للدولة على نشر الوعي القانوني بين أفراد المجتمع لحمايتهم في المقام الأول بتبصيرهم بما يعزز ثقافة احترام القانون لديهم، ويسهم في صون المجتمع ومن فيه، ولكن للأسف البعض وأمام بريق الشهرة والرغبة في زيادة أعداد المتابعين والثراء السريع، لا يتردد في القيام بأعمال للفت الأنظار، وإنْ كانت تحمل إساءة للبلاد وأهلها أو الزي الوطني أو العملة الوطنية. ولا يدرك أن هناك ضوابط وقواعد يجب أن يحترمها الجميع، فالصورة الزاهية للإمارات ومواطنيها غير قابلة للعبث من أي كان وليست محل هزل أو لهو.. و«يا غريب كن أديب».