ماهو أقوى دوري عربي.. وما هي معايير القوة؟ أبدأ بالإجابة عن الشق الثاني من السؤال، لأنه قد يجعل الأمر سهلاً في الإجابة عن الشق الأول، فلا يختلف اثنان على أن البريميرليج هو الدوري الأقوى أوروبياً وعالمياً، لأنه يملك كل معايير القوة، سواء من ناحية المنافسة في كل مباراة وعدد المنافسين وتغيرهم، وشراسة السباق على اللقب والهروب من الهبوط، وأيضاً عدد النجوم في الفرق، وحجم الصناعة اقتصادياً، والقدرة على تسويق المنتج وبيعه إلى أكثر من 200 دولة، بجانب الحضور الجماهيري المميز، فلا يوجد ملعب دون جمهور.
أما الدوريات الأوروبية الأخرى فهي تسمى: دوري باريس سان جيرمان، أو دوري بايرن ميونيخ، أو دوري أياكس، أو دوري ريال مدريد وبرشلونة، بينما بدأت الروح تعود للدوري الإيطالي أخيراً بعد تراجع يوفنتوس.
معايير قوة مسابقة الدوري تستند إلى انتظامها ودقة مواعيدها ولوائحها، وكذلك من المعايير الريادة بالطبع، وقد كان الدوري المصري متقدماً في سنوات كثيرة، بما يملكه من ريادة وقاعدة جماهيرية هائلة تقدر بالملايين في مصر وفي خارجها، لكنه خسر جزءاً مهماً من المشهد بغياب الجمهور عن المدرجات منذ حادث بورسعيد، فالجمهور هو صوت الموسيقى في اللعبة، وهو الذي يضفي على المنافسة الحياة، كذلك يعاني الدوري المصري من سيطرة الأهلي والزمالك، لاسيما الأهلي قياساً بعدد الألقاب التي أحرزها، ويسجل للدوري المصري أن بعض أنديته، وخاصة الأهلي والزمالك، لهما جمهور عربي، بخلاف الجاليات المصرية المقيمة.
فقد الدوري المصري بعض قوته بسبب ضعف تسويق المنتج، لاسيما لقاء القمة بين الأهلي والزمالك كما فعل الإسبان ببيع ديربي ريال مدريد وبرشلونة، وربما تساهم الفرق الجديدة القوية مادياً مثل بيراميدز وفيوتشر وسيراميكا كليوباترا، وفاركو في إضافة شيء من القوة على المسابقة العريقة. أقوى دوري حالياً هو «السعودي» بما يملكه من معايير، وأهمها تنوع الفرق التي تنافس على اللقب على الرغم من تفوق الهلال، فهناك النصر والاتحاد والشباب والأهلي قبل هبوطه للدرجة الثانية، كما أن الحضور الجماهيري في الدوري السعودي جيد، والدربيات متنوعة، والجهور يمثل جزءاً مهماً من المشهد، كما أن رفع عدد الأجانب ساهم في رفع مستوى المنافسة ويمضي الدوري السعودي بانضباط دون مخالفات جسيمة، وعلى الرغم من كثرة الأجانب نجح منتخب السعودية في التأهل إلى كأس العالم للمرة السادسة.
دوريات المغرب وتونس والجزائر تتسم بالقوة والإثارة، لكن المسابقات الثلاث تفتقد التسويق، وتفتقد الذراع الإعلامي المؤثر، فالإعلام بمختلف وسائله بات ذراعاً يسوق ويساهم في نشر منتج كرة القدم خارج حدود البلد، وتلك بالمناسبة هي صيحة العصر منذ سنوات، فلم تعد المحلية كافية!