السوبر المصري بين الأهلي والزمالك في مدينة العين، أفضل تسويق للديربي التاريخي بين الفريقين، وتجسيد مفهوم شاع أخيراً في دول بأن حدودها لم تعد تكفي لمزيد من الازدهار ولمزيد من الترويج ولمزيد من الاقتصاد والمال.. فالسوبر الإيطالي سيقام بالسعودية مطلع العام المقبل، والاتحاد الأوروبي كان يدرس إقامة السوبر القاري في أميركا الشمالية.
يمكن أن تسمى مباراة الأهلي والزمالك على كأس السوبر بأنها «كلاسيكو العرب»، لكن ربما هذا لا يكفي، فهي «أل كلاسيكو دي لوس كلاسيكوس» في المنطقة، إنها «أم المباريات»، وذلك لأسباب معروفة، فالناديان هما الأقدم في الكرة العربية، وهما يملكان الشعبية الأكبر، وهما غريمان متكافئان بالتاريخ، ولكل منهما أنصار في الدول العربية.  وديربي الأهلي والزمالك ولد من بطن قوة المنافسة بينهما في البدايات، ثم اشتعلت المنافسة أكثر في حقبة الستينيات من القرن الماضي، حين بدأ التلفزيون المصري في نقل مباريات الكرة، وقت أن كان الزمالك ملء البصر وهو يلعب أحلى كرة، فكسب الفريق شعبية أجيال بالمشاهدة الحية على الهواء مباشرة.
ولدت ديربيات الكرة في العالم لأسباب مختلفة ولأسباب غريبة، ومنها الأسباب السياسية والطبقية والدينية والعقائدية، وولدت بسبب أحداث خاصة مثل ديربي مانشسر يونايتد وليفربول، ويرجع جذور الصراع بين الفريقين، إلى صراع بين المدينتين ليفربول ومانشستر في القرن التاسع عشر، صراع بين مدينة مزدهرة صناعياً بلا ميناء، وهى مانشستر، ومدينة مزدهرة بسبب ميناء وهى ليفربول، فكان بناء قناة وميناء لمانشستر من أسباب الديربي بين الفريقين فيما بعد، وفي قصص الدربيات روايات لا تنتهي، لكن لماذا ديربي الأهلي والزمالك؟
تقول الحقائق التاريخية الموثقة إنه في الأربعين سنة الأولى من عمر الفريقين تبادلا الألقاب.. فكانت مسابقة كأس السلطان حسين أولى بطولات الكرة المصرية وبدأت عام 1916 والتقى الأهلي والزمالك فيها 6 مرات وفاز الزمالك 3 مرات وتعادلا مرتين وفاز الأهلي مرة واحدة.
 وفى الفترة من 1927 إلى 1948 التقى الأهلي والزمالك في كأس مصر 15 مرة وفاز الأهلي 6 مرات وفاز الزمالك في 6 مرات وتعادلا 3 مرات، وفي دوري منطقة القاهرة في الفترة من 1922 إلى 1938 فاز الأهلي باللقب 15 مرة وفاز الزمالك باللقب 14 مرة.
هكذا ولد «ديربي» الأهلي والزمالك من بطن القوة والندية، واستمر يتصاعد في درجة حرارته لأسباب مختلفة مثل انتقال رائد الكرة المصرية حسين بك حجازي بين الفريقين، واشتعال سباق خطف النجوم، والصراع على المواهب.
**الأهلي والزمالك لعب كلاهما أربع مباريات في أفريقيا وفي الدوري هذا الموسم، ولا يمكن قياس مستوى القمة على أية مباراة سابقة. وعلينا أن نتذكر دائماً أن الدراما القوية هي التي يتخاصم فيها طرفان على القدر نفسه من القوة!