تراهن قيادتنا الحكيمة على الشباب، وقد استثمرت في تعليمهم والرقي بأحلامهم ليحلّقوا بها من الأرض التي نقف عليها إلى كوكب المريخ. تعي هذه القيادة الاستثنائية أن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل ولذا كان لطاقاتهم الجبارة وإبداعاتهم الخلاقة دور في استدامة الموروث الإماراتي، الذي يحث الشباب على السير قدماً متسلحاً بأدوات الحكمة والاتزان والمواطنة الصالحة، التي تعزز الهوية الوطنية وتتعامل مع الآخر باحترامٍ وثبات لا يحيد عن الأخلاقيات والسلوك، التي ترسخت عميقاً في ممارساتنا اليومية والمحلية والعالمية.
الشباب قوة وجمال وبهاء، وإن جاء بعضهم بالتغيير والجديد نوده ألا يبتعد عن مفاهيم الاحترام. وأذكر من الأمثلة الشعبية ما قاله الأجداد نبذاً لسلوكيات بعض الشباب عند تجاسرهم على كسر أعمدة الثقافة وخصوصياتها المرتبطة بالوقار والحشمة يقولون «من خش صبيع خش يميع» والقصد هنا أن أول الغيث قطرة، ولا بد من القول إن الحريات الشخصية لا علاقة لها بالهوية الوطنية، أو بمن نكون كمجموعة متكاملة ورثت قيماً رفيعة سيرت المجتمع لعقود بل لقرونٍ من الزمن، وهذا بحد ذاته مصدر فخر واعتزاز وثبات.
يقول الحكماء: إن «الحسب يحتاج إلى أدب، والمعرفة تحتاج إلى التجربة»، وأقول إن ما توفره الدولة للشباب لا يترك لهم مجالاً إلا للعطاء والفداء، والحمد والشكر والطاعة والامتثال لعادات مجتمعهم وتقاليده، التي نود استدامتها والتباهي بها أمام الأمم.
للعارفين أقول: رحم الله الوالد الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان سابقاً لعصره وأوانه، والذي لخص منظومة الموروث وطلب استدامته في كلماتٍ ومفاهيم عمقها بعمق فكره وفلسفته المُلهمة. ومن نظمه «يا ذا الشّباب الباني بادر وقم بجهود.. ولا تقلّد الدّلهاني.. لي ما وراهم زود.. وترى الرّدي والدّاني.. في سعيهم منقود.. شمّر الوقت إن زاني.. واعمل شرى ليدود.. وعسى شباب أوطاني.. يحظى بمجد أوفود»، كلمات تضيء العالم والمستقبل، فالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ينادي الشباب وينسب لهم البناء وهذا كرم وعطاء لا يشبهه على كوكبنا شيء. يقول الحق جل وعلا «هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَٰنِ إِلَّا الْإِحْسَٰنُ».