كانت مباراة السوبر المصري بين الأهلي والزمالك احتفالية، أحاطت بها بهجة كرة القدم، ففي يوم المباراة تدفق على استاد هزاع بن زايد جماهير الأهلي والزمالك، في جماعات، ومواكب، ورأيتهم يتزاحمون ويتضاحكون، ويتندرون ويتوعدون بعضهم.
 تحدثت مع الكثير من جماهير الفريقين عن المباراة، وعن المناسبة، وعن التنظيم الذي وصفه الجميع بأنه رائع، فكل شيء سهل، يمضي بسلاسة، وهناك نظام يحترمه الجميع، وقد كانت تلك هي زيارتي الأولى لمدينة العين، التي مكثت بها 6 أيام. والواقع أني زرت أبوظبي ودبي من قبل مرات، وكانت زيارتي الأولى عام 1977، لكن تلك كانت زيارتي الأولى للعين، المدينة التي أحببتها، ربما لأنها تشبه المدينة التي عشت فيها عمري كله في مصر، حي المعادي الهادئ بأشجاره الباسقة.
العين مدينة فيها الهدوء، ورحابة الزمن، ورحابة الصدر، وفيها السماء الصافية والروح الصافية لأهلها، شأن أهل الإمارات جميعها، وشوارعها متسعة، باتساع كرم أهلها، وهي مدينة جمعت بين تراثها وحداثتها، لم تتخل عن طبيعتها أبداً في كل شيء، ولكنها مثل دولة الإمارات منذ الاتحاد، يمكنك أن ترى فيها أهمية بناء الإنسان والاستثمار في هذا الإنسان، فهكذا دار بيني وبين مدير الاستاد الشاب الذي يبلغ عمره 37 عاماً حواراً مطولاً حول بناء الإنسان والاستثمار في الإنسان، بما يكفل النجاح في إدارة مشروع كبير مثل مشروع الاستاد، وذلك بالعلم والتعلم، وهو استثمار في المستقبل. لقد شرفت خلال الزيارة بمقابلة عارف حمد العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، وعبد الله ناصر الجنيبي رئيس رابطة الأندية المحترفة، وكانت الحوارات تدور حول الرياضة وكرة القدم وقوانين اللعبة والمنافسة، وكيفية إدارتها بما يتفق مع روح العصر، فالرياضة صناعة واستثمار، وكذلك التقيت بالصديق والزميل المعلق الرياضي علي سعيد الكعبي، وبالعديد من الشخصيات الذين احتفوا بوجودنا، وأحببت الخروج إلى الخلاء، إلى الصحراء، حيث تعانق الأرض السماء، وتعانق الطيبة الفطرة، وتتاح للإنسان الفرصة التأمل في هدوء وسكينة.. أليس ذلك جمالاً؟
وبالطبع على مدى ستة أيام كنا بصحبة زميلنا الإعلامي المبدع يعقوب السعدي صاحب الإلقاء المميز، وكلماته التي تنطق حروفها بالحب لمصر وللمصريين بصدق يدخل القلب، وبدت مباراة السوبر بين الأهلي والزمالك للمرة الرابعة، جزءاً من احتفالية مرور 50 عاماً على العلاقات المصرية الإماراتية، وأظنها كانت مصادفة، لكن رب مصادفة خير من ألف ميعاد.
الإمارات دولة لا يمكن أن تشعر فيها بالغربة مهما كانت جنسيتك، فعلى أرضها ترى التنوع والتعدد والتعايش، بين الجنسيات المختلفة، ويحكم الجميع العدل والحرية والمساواة واحترام القانون.
** كانت حقاً وصدقاً ستة أيام في مدينة العين الجميلة.. فقد كنا في القلب وفي العين.