لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يكون «الفار» أكثر حيرة من التحكيم الذي يعتمد على العين المجردة وكاميرات النقل التلفزيوني في مباريات الجولة الثامنة من دوري أدنوك للمحترفين، والذي خيب ظن المتابعين وحتى الحكام والمحللين بأن تكون قراراته مخيبة للآمال وبظلم واضح وكأن كاميرات الفار تنقل مباراة غير التي نشاهدها في الملعب أو غير القنوات التلفزيونية، وأن حكامنا الذين يقيمون مسيرة المباراة في شوطيها مشغولون بجلسة أنس طوال شوطي المباراة.
وحينما قرر اتحاد كرة القدم الاستعانة بهم لإنقاذ المسابقات من القرارات التقديرية للحكام، لم يكن يتوقع أن يكون حكام الفار كذلك بنفس اجتهادات الحكام وحكام الراية الذين نقدر قراراتهم لأسباب قد يقرها المتابعون، وأنهم بشر قد يخطئون في التقدير، وهذا ما يقدره الجميع، ووجدنا حالات كثيرة في كل البطولات من كأس العالم والبطولات القارية والإقليمية وحتى مباريات الدوري وودياتها.
فإن كانت أخطاء «الفار» تفوق أخطاء الحكام، فلا داعي لوجوده، وإن كان القائمين عليه غير مؤهلين فهذه كارثة، ويجب على اتحاد الكرة أن يعيد النظر بشأنه أو يؤهل القائمين عليه أسوة بالحكام الذين يخوضون دورات مكثفة لتأهيلهم لقيادة المباريات لتسود العدالة ملاعبنا، ويأخذ كل ذي حق حقه دون تعرضه لخسارة من «الفار» الذي كان يفترض أن يكون منقذاً للأندية وإحقاقا للحق في الملاعب دون تحميلها خسارة جهود فرقنا في المنافسة العادلة دون تدخل من القرارات الخاطئة لحسم نتائجها.
لجنة المسابقات في اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين عليهما دراسة الأمر بعيداً عن مطالبات الأندية وغضب الجماهير أو عزوفها مجدداً عن حضورها المكثف وهو الشريك الحقيقي لنجاح دورينا بعد عودتها لمؤازرة فرقها في المسابقات المختلفة وهي التي تشكل العلامة الفارقة في النجاح الذي يلازم دورينا منذ انطلاقة الجولة الأولى لأن مكتسبات الموسم الحالي يجب علينا المحافظة عليها، فإن أدخلنا اليأس والنفور فيهم فسنعود لنقطة الصفر مجدداً، وتخلو مدرجاتنا منهم، ويعود دورينا إلى الوراء كما في المواسم الأخيرة التي كادت مدرجاتنا أن تخلو منهم أو تكون محدودة العدد، لا نشعر بوجودهم كما هم الآن.
نقدر الأخطاء التحكيمية في كرة القدم، إلا من «الفار» الذي تأملنا منه أن يكون منقذاً وحافزاً ومشجعاً لجماهيرنا لوجوده المكثف، ولا يفقد دورينا صيحاته المدوية في الجولات القادمة.