أصبحت كرة القدم صناعة، واقتصاداً، واستثماراً، وكي يتحقق الهدف الاقتصادي من اللعبة، لا بد من زيادة جماهيرية الفريق في حدود الدولة ثم في حدود القارة، ثم كل القارات.
أذكر أنه قبل 15 سنة تقريباً كان نادي تشيلسي الإنجليزي يفاخر بأن موقعه باللغة الصينية جذب 20 مليوناً، وبدأت شعبية تشيلسي في الانطلاق عندما اشترى أبراموفيتش النادي بـ 104 ملايين جنيه إسترليني قبل 19 عاماً، ووصلت القيمة السوقية الآن إلى مليارات، وذلك بعد أن حقق الفريق ألقاباً عدة منها البريميرليج 5 مرات، ودوري الأبطال مرتين وكأس الاتحاد الإنجليزي 5 مرات والدوري الأوروبي مرتين وكأس الرابطة 3 مرات.
وفاز تشيلسي العام الماضي بلقب السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية، وفي عام 2015، أعلن النادي أن لديه ربع مليار مشجع في آسيا، بعد ثلاث سنوات من إعلان مانشستر يونايتد أن لديه 325 مليون مشجع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
الألقاب مهمة، لكن الأهم منها أن تمتزج البطولات بأسلوب لعب مبهج وجميل، ولعل ذلك مشهود في فرق قليلة، منها برشلونة وريال مدريد وليفربول ونابولي، ومانشستر سيتي الذي يحتل المرتبة الأولى حالياً في تحقيق تلك المعادلة الصعبة في كرة القدم.
ويكفي تذكر مباراة الفريق الأخيرة أمام فولهام، التي فاز بها وهو يلعب بعشرة لاعبين بعد نضال ممزوج بالجمال في الأداء، من سيطرة ومهارات فردية وجماعية.
كثيرون يرون أن مانشستر سيتي زادت شعبيته مع جوارديولا بعد إحراز خمسة ألقاب للبريميرليج، وزادت الشعبية أيضاً مع انضمام الآلة النرويجية التي تدعى هالاند، وكلاهما يمثل صفقة فنية واقتصادية رائعة، ويحظى السيتي الآن بشعبية إقليمية في الوطن العربي، وبات منافساً لمانشستر يونايتد في آسيا أكبر قارات العالم وهي قارة غنية، تمثل في حد ذاتها هدفاً اقتصاديا مهماً، فقبل سنوات طويلة لم يكن السيتي يحظى بمثل تلك الشعبية في القارة، وهذا جزء مهم من أهداف كرة القدم، ومن سحرها، فكثيرون قد لا يعرفون اسم رئيس جمهورية فرنسا الحالي والسابق، لكن ملايين البشر يعرفون اسم زين الدين زيدان!
إنه سباق اقتصادي مثير، ميدانه متسع في غرب وشرق القارة الآسيوية، وفي مدن بانكوك، وشنغهاي وطوكيو، وبكين، ونيودلهي، وكوالالمبور، وهذا بخلاف عواصم ومدن عربية وعالمية.
** أثناء مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان ازدهرت متاجر المليونير الياباني هيروكي ميياجي، وحقق مبيعات هائلة لصور وقمصان دافيد بيكهام، والتي بيعت باسم «ديديدو بيكامو»، أي دافيد بيكهام، كما باع شعارات وهدايا تحمل علامة مانشستر يونايتد، وهذه الشعبية للاعب ولفريق إنجليزي في أقصى الشرق البعيد كان سببها نقل التلفزيون لمباريات الدوري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بجانب بطولات يونايتد في تسعينيات القرن وفي مطلع القرن الحادى والعشرين!