في بالي يجتمع قادة أكبر اقتصادات العالم، ويلتئم في هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ، رجال يحملون أجندات اقتصادية، وحقائب ملأى بأحلام شعوب تنتظر فك شفرة عقد الممحنات من أزمات العصر، ومعضلات دامت عواصفها، ولا شك أن الدول المجتمعة سوف تضع على طاولة الاجتماعات كل أفكارها، وقدراتها، وإبداعاتها، ومهاراتها، لأجل إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة التحديات، وكسر شوكة العقد التي تقف حيال أي متنفس اقتصادي، وفتح نوافذ تمنع الاختناق المعيشي لدى الملايين من البشر، والذين يعانون من هذه الضائقة نتيجة للكوارث الطبيعية، والحروب التي قضت على الأخضر، واليابس في الموارد الطبيعية.
والإمارات تحضر هناك ممثلة برئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وعلى رأس وفد رفيع، لأهمية هذا الحدث العالمي، وفي جعبة قيادتنا منهج اقتصادي عامر بالأفكار التي تنقذ البشرية من صهد الضائقة، وللإمارات تجربة رائدة في صناعة الفرح، وإنتاج ما يعزز التنمية المستدامة ويثري وجدان العالم ببشائر مستقبل متوهج، مضاء بمشاريع تذهب الأسى، وتزيح عن الكواهل، وترفع عن القلوب عذابات الشح، والقتر والعازة.
الإمارات عبرت  للمستقبل بأجنحة الإبداع وأشرعة المهارات الذاتية مستفيدة من تكاتف الفريق الواحد في حكومتها الرشيدة ومستثمرة كل الطاقات، وفاتحة الصدور لكل من لديه طاقات، وأفكار تثري العمل الوطني، وتمنح المشاريع خطوات إلى الأمام.
الإمارات اجتازت أفظع جائحة بتعاون الجميع، ووعي المجتمع، وقدرات فائقة للمؤسسة الصحية التي كانت شفافة، ومدركة أهمية التركيز على العنصر البشري في مجابهة المرض، والسعي لتحسين الأدوات البشرية بكل ما يمكن من إمكانات مادية، الأمر الذي جعل الإمارات الأولى في العالم التي تعبر هذا المحيط الهائج، وتنتصر، ثم تصبح الساعد الأيمن لكل الدول التي عانت من صعوبة الموقف، وبأس المرض.
بهذا المخزون من التجارب، تصبح الإمارات منارة عالية البلوغ، سوف يسمعها العالم بإنصات، وسوف تكون الأسماع مرهفة لكي تتلقى ما تقدمه الإمارات من تجارب أكثر من ناجحة، وفي مختلف الصعد، والميادين، وهذا ليس بغريب على بلد نشأ على التضحيات، وتدرب على العمل الجماعي، وتلقن حب الصمود، والإصرار منذ عهد المؤسس الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته.
اليوم الإمارات وبعد الخمسين سنة، من عمر الكفاح من أجل الحياة، وسلام النفس، تبدو في العالم الشمس التي تضيء غرف الظلام، وهي الغيمة التي تظلل رؤوس الطير، وهي النهر الذي يسقي عروق الشجر، وهي الحلم الذي يضيء عيون المغبرين، وهي النجمة التي تشير للمسافرين بأنملة الوعي، قائلة، هناك تكمن حقيقة التطور، وهناك تسكن حمامة السلام، وهناك يستطيع أن تعيش البشرية من دون كدر، وهناك لا بد أن يجتمع الجميع على كلمة سواء، لتهنأ الشعوب، وتستقر الأوطان، ويعيش العالم في أمن وطمأنينة.
هذه هي الإمارات، حلم العالم منازل سعادته، وهذه هي تجاربها في الحياة التي جعلتها المثال والنموذج في صناعة الفرح، وتشكيل اللوحة بما يسعد البشر، وينمي قدراتهم في مواجهة الصعاب وعبور الشعاب.