كلمات أشبه بالنجوم تمشي على الأرض، قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو يتجلى وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظهما الله، في الوجود كسماء رصعت بدراً، وزهراً، وحلو أساور، جاشت بها الأرض، فنمت على ترابها خطوات العشاق، والذين وجدوا في هذا البلد، الموئل، وإجابة للسؤال الوجودي، وهو: لماذا نحن هناك؟

فكانت الإجابة أنه ما من وطن يسخر أدواته للإنسان، إلا ويصبح مآلاً للطير والشجر، قبل الإنسان، وهذا هو ما يحدث على هذه الأرض الطيبة، حيث العمل بين الحكومة والشعب كفريق واحد، ساهم بشكل كبير ومدهش في تسيد الإمارات في مجال الحياة الرغيدة، والعيش الهانئ، والشعور بالأمان، والسلام، لأن الجميع يشعر أنه شريك في البناء، وضلع من ضلوع الصدر في جسد الوطن، الجميع له الطموح نفسه في بقاء الإمارات الراية المتفردة، والغاية المتجسدة في ميادين الحياة.

فريق عمل واحد عبارة تستجلي ما في الروح من معانٍ، وتبرز ما في باطن القلب من شغف، لهف، كي نصير دوماً نحن الأوائل في مسيرة التطور، ونحن في الامتياز دوماً في سباق تحقيق السلام الإنساني، وهذا ما يحدث، فاليوم الإمارات، تقوم بدور رمانة الميزان في الأحداث العالمية، ولها اليد الطولى في تثبيت السلام العالمي، وتكريس الأمن، وكل ما يؤمن الحياة الآمنة ويبعد شبح الحروب عن منازل الأبرياء، ويحمي المصائر من حقد الحاقدين، وكره الكارهين والذين في قلوبهم نيران، وأحزان تاريخية، لا يمحوها إلا ذوو القدرات الفائقة، والذين تصالحوا مع أنفسهم كما تصالحوا مع الآخر، مما يجعلهم جديرين بالقيام بأدوار عظيمة أهمها، انطفاء غليل كل من تسول له نفسه تشويه الفطرة البشرية، وتلويثها بسعار النفوس الآمرة.

نحن فريق عمل واحد، ونحن من عناقيد النخل نتخذ مثالاً، للاعتدال والتراص، ومن موجة البحر نأخذ البياض، ومن الصحراء النبيلة، سعة الوعي وإدراك أهمية تلاحم الأغصان.
هذه هي حكمة الصحراء، كما أنها مأثورة الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، وهذه هي السيرة الذاتية لوطن يدير دفته الحكماء ويحرك عجلته النجباء، ويحفظ وده النبلاء.
هذه هي سيرة وطن نشأ على الحب، وسار على الدرب مبتهلاً لله تعالى بأن يلهم قادته دوماً الذهاب بعيداً بالحب حتى يصبح الحب هو الدستور، والناموس، والقاموس، والفانوس، في الطريق إلى تشابك الأيدي.