كان افتتاح كأس العالم باهراً وجميلاً، عامراً بالبهجة والسعادة، التي غمرت قلوب المشجعين والمشاهدين عبر شاشات التلفزيون، فالعالم هنا في منطقتنا، يجتمع، ويلعب، ويتحاور وسوف يعود هذا العالم إلى بلاده وهو يعلم أكثر عن المنطقة العربية.
مباراة الافتتاح بين قطر والإكوادور، كانت هناك مفاجأة.. هل هي قوة المنتخب اللاتيني أم ارتباك المنتخب العربي؟
في أبسط معادلات كرة القدم، حين يتفوق فريق، تهبط كفة الفريق الآخر القابع في الطرف الآخر من الملعب. ففوز الإكوادور كان مستحقاً، لأن منتخب قطر لم يلعب، لم يقدم شيئاً.. نعم، قد يبالغ الشاعر، وقد يحلم المشجع، وقد يخطئ المحلل، لكن ملعب كرة القدم لا يبالغ، ولا يحلم، ولا يقع في الخطأ، وإنما هذه اللعبة يحكمها شكل الصراع فوق العشب الأخضر.
 وقد خسر منتخب قطر هذا الصراع منذ الدقيقة الأولى، ولم يظهر العنابي بالصورة التي انتظرها الجميع بعد سنوات من الاستعداد لتلك المباراة في أول مونديال يقام على أرض عربية، ولم يجد لاعبو قطر الكرة، لم يسيطروا على الكرة، لم يحصلوا عليها، لم يمرروها 4 مرات، كما قال سانشيز مدرب المنتخب بعد المباراة.
كانت هناك مساحات شاسعة يمرح فيها لاعبو الإكوادور، فخطوط منتخب قطر متباعدة، وطريقة 5-3-2، التي لعب بها سانشيز جعلت المعز علي وأكرم عفيف في المقدمة في حالة عزلة، بينما الضغط العالي الذي مارسه منتخب الإكوادور حرم الفريق القطري من الخروج بالكرة من ملعبه سوى بكرة طويلة تضل طريقها إلى الدفاع اللاتيني، وقد بدا واضحاً حالة الارتباك، وعدم الثقة، والرهبة من كأس العالم، وهي آفة الكثير من المنتخبات العربية.
اليوم يواجه المنتخب السعودي نظيره الأرجنتيني المرشح الثاني مع البرازيل للتتويج باللقب، ومنتخب التانجو كشف مهاراته وسرعاته أمام منتخب الإمارات، ولم يعد فريقاً باسم ميسي ومعه عشرة لاعبين، ولكنه ميسي ومعه مجموعة من النجوم الشباب وأصحاب المهارات، إلا أن الأخضر يملك خبرات كأس العالم، فهو يشارك للمرة السادسة، وفي مشاركته الأولى عام 1994 تأهل إلى دور الستة عشر، حين تجاوز دور المجموعات بهدف تاريخي لسعيد العويران في مرمى بلجيكا.
وكان السر في تلك الأيام هو اللعب بشجاعة، وبثقة في النفس، وممارسة كرة القدم في هذا المحفل العالمي بهدف التعبير عن الذات والاستمتاع. وكان الأخضر لعب مباراة كبيرة أمام منتخب كرواتيا وكان الأقرب إلى الفوز في الشوط الأول ولكن نجومه أهدروا الفرص.
** على الأقل يمكن أن يلعب الأخضر للصمود أمام الأرجنتين، إذن المهمة تبدو ممكنة بالكتابة، لكنها ليست كذلك بالأقدام.