بداية من الثامن عشر من هذا الشهر وحتى مارس القادم من سنة 2023 تضاء منطقة الوثبة بمصابيح مهرجان الشيخ زايد، والذي ترفرف أعلامه محتفية بالحدث الثقافي والتراثي الأبرز في المنطقة، وتزدان الأرض الطيبة بمباهج الحياة، وما تكتنزه الذاكرة الإماراتية من موروث إنساني اتشحت مشاهده بالرسالة السامية التي تحملها الإمارات إلى العالم، رسالة التسامح والسلام وحسن الخصال، وطيب المعشر، وكل ما ورثه الجيل الحاضر من كنوز الحب والألفة التي تركها السلف للخلف، وباتت هذه السمات من البصمات اللبقة التي ترسم مشاعر كل من يقطن هذه الأرض الطيبة، وكل من سارت على أديمها خطواته، وهو يحدب من أجل حياة وافرة الزرع والضرع.
هذا المهرجان السخي والذي يضم فعاليات ثرية بالمعنى، غنية بالمغزى، تفيض بمشاعر الحب التي تربى عليها أبناء هذا الوطن الحبيب، والذين يجعلون من هذا المهرجان الصورة الجلية، والمعبرة عن قيم الذين يرفعون القيم على هامات علم لونه الحلم الزاهي برونق حب الحياة والتضامن مع الآخر، والتداخل مع الوجود بمكوناته، ومخلوقاته من دون استثناء، أو إقصاء، وهكذا نجد اليوم ما يحدث على أرض الوثبة، إنه الشعار الذي يحمل أحلام زايد الخير، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وعلى أثر سجاياه تمضي القيادة الرشيدة، برؤية من مخزون الأب المؤسس، وكنوزه الفائضة حباً للوجود، اليوم نحن والعالم من كل الأقطاب، والأقطار يؤمون الوثبة، ويطوفون في مناسكها الثقافية، ويتعرفون على تراث الإمارات وحضارتها ومنجزاتها، ومشاريعها الإنسانية التي سطعت في الوجود كأنها الشمس وتعانقت في خلد الإنسانية كأنها النجوم، وحلقت في خيال البشرية، كأنها الأجنحة الرهيفة، المنيفة، ويمتزجون بفخر واعتزاز بمنبع الأصالة، وجذر العطاء على مدى القرون والسنوات.
في هذا المهرجان يلتقي الأحباب والأصحاب من كل بقاع العالم على قاسم مشترك واحد، وهو أننا أبناء الأرض، ومنها ننهل، وإليها نرد الجميل، في هذا المكان من العالم تتشابك الأيدي في مصافحة ناعمة الملمس، وتحيات متناغمة مع تغاريد الطير والذي يعيش على أشجار هذا البلد وتنمو أجنحته مترعرعة بحنان أهلها الطيبين، منسجمة مع أحلامهم البهية، متباهية بما تزخر به الإمارات من تنوع في الأجناس والأنواع، والثقافات، والأحلام، حتى باتت بلادنا المنطقة الأخصب لتنمية الطموحات، وترتيب المشاعر وتهذيب نياط القلوب. 
إنها استدامة القيم وصيرورة الشيم على أرض تربى أهلها على التمسك بجمال الحياة وكل ما تتمتع به طبيعة الإنسان من رونق، ومهارات أخلاقية سمت بها أرض الإمارات، فصارت تسمى باسمه، كما هي الصحراء ومنتجاتها، وكل ما يتعلق برمالها، وأشجارها وأطيارها، ولون الذهب الذي يكلل ترابها الحبيب. 
في هذا المهرجان نجد السعادة تكحل العيون بأثمد التلاقي، ونجد المرح يفتح نافذة على العالم ليقول هنا تكمن حقيقة الحياة السعيدة، وهنا تنمو زهرات برية لتفوح بالعطر، وتضمخ مشاعر الناس أجمعين بشذا يجعل من القلوب مساكن للألفة، ومواطن للحب، وموائل لغزلان الجمال، وحسن الخصال.