• دائماً ما كنت أقلق من الدراسات، وخاصة التي يصفونها بأنها ذات جدوى أو لها أهمية قصوى، وربما يشاركني الكثير من الناس في قلقهم حيال تدفق الدراسات والأبحاث، والتي لا تترك «حاثرة ولا باثرة» إلا اتبعتها، وتهتم بأدق تفاصيل حياة الإنسان، مشكلة هذه الدراسات أنها جميلة في مبدئها وبداياتها، لكنها سرعان ما تُتناسى أو يتحايل عليها الإنسان بمكره، وما يفرح نفسه. ومن هذه الدراسات، التي يمكن أن نعدها ذات جدوى، دراسة عن ضريبة الضحكة والابتسامة الزائفة، ولأن بعض الناس مضطرون للابتسامة، ورسم الضحكة شبه الزائفة على وجوههم، ترحيباً بآخر، أو تسليكاً لمعاملة لا يريدون لها التعثر أو المراجعة الطويلة، أو اتقاء لشر الآخر، تلك البسمة والضحكة المجبر عليها بعض الناس، والتي تعلم الجبن والخنوع، وربما تربي القلق، وعدم المسؤولية في النفوس، اكتشف الباحثون، ومنهم عالم طب نفسي ألماني، أن أصحاب المهن الذين تتطلب أعمالهم تكلف البسمة، وصنع الضحكة المزيفة، يعانون من ضغط نفسي وعصبي، يؤدي إلى الكآبة، وأمراض القلب، وعليهم أخذ الحيطة والحذر، وأخذ قسط من الراحة والتأمل ومراجعة النفس، وتهدئتها بين الحين والآخر، وينصح عالم النفس الألماني الموظفين دائمي الابتسامة، مثل المضيفات وموظفي الاستقبال في الفنادق، وموظفي العلاقات العامة والسكرتيرات، والعاملين في المتاجر والمحال الكبرى، بالاسترخاء، وأخذ الراحة التامة، ولو لمدة قصيرة بين ساعة وأخرى، ليخف عن كاهلهم الضغط، ويجنبهم العدائية والعدوانية، بسبب تكلفهم الابتسام، والبشاشة في وجوه الآخرين، صحيح أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، لكنها مختلفة تلك الابتسامة، لأنها نابعة من القلب، ومن نفس طيبة، وغير مدفوعة الأجر.
• وفي دراسة أخرى حذر أطباء بريطانيون بعد كشفهم على بعض الأكلات الشعبية، وتحليلهم محتوياتها، وخاصة التي يلتهمها الشرقيون من مسلمين باعتبارها حلالاً وحنيناً في المجتمعات الغربية، ومتعة ومبعث شبع في بلدانهم، وقد قادهم غيرهم في ذلك، مثل الكباب والشاورما، والتي تسمى بالكباب التركي، لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون التي تؤدي إلى أمراض القلب، وانسداد الشرايين، وما يتبعها من علل أخرى، فبعد كشفهم على ساندويتش كباب أو شاورما واحد فقط، وتحليلهم محتوياته، ثبت لهم أنه يحتوي على 140 غراماً من الدهون، وهو ما يعادل ضعف كمية الدهون التي يوصى للنساء بتناولها يومياً، فكيف بالذي يخطف على ثلاث سندويتشات شاورما مع عصير كوكتيل، ولا يدري عنها، وبعضهم لا يتوانى أن يرضف خبزتين من فرحته بتلك اللحمة المدهنة، تقول ستنقطع ولن يلقاها غداً، وبعضهم الآخر يظل يعض في تلك السندويتشة متمنياً أن لا تنتهي قريباً، والجميع لا يدري ولا يتحسب عن الحزام الناسف حول خصره!
• لأن «لكل داء دواء يستطب به .... إلّا الحماقة أعيت من يداويها»، طور الإنجليز جهازاً لتستخدمه شركاتهم لاصطياد المتعلثين والمتكاسلين والمتمارضين من موظفيها، والذين يسرقون من ساعات دوامهم المدفوعة، أو يتغيبون عن وظائفهم بحجج مختلفة، وأسباب واهية، وكلمات كاذبة، فمن اليوم لن ينفع الموظف التباكي لرئيس قسمه المحترم الخجول، أو يطمع في طيبة مديره، أو يشتكي لزميله لكي يغطي عليه فترة غيابه عن العمل، كذلك لن ينفع من الآن وطالعاً أولئك الذين تخصصوا في قتل ذويهم من دون المشي في جنازاتهم! فالشركات البريطانية بدأت تطبيق الاختراع الجديد الذي هو عبارة عن جهاز كمبيوتر شديد الحساسية، ذي مقدرة عالية على الحساب والتحليل وإعطاء النتائج المؤكدة والصحيحة، فما على المتغيب والمتناوم والمتكاسل والمتعلث، وقاتل أهله بالباطل، إلا الاتصال بهذا الكمبيوتر، ليبلغه عن تغيبه المسبّب، طالباً الإذن من العمل لظروف طارئة أو مسألة جديّة، وسيطرح الكمبيوتر أسئلة على المستأذن، وبيشوف إذا يقدر يكذب عليه، مثلما كان يستغل طيبة رئيس قسمه السابق المحترم أو يطمع في مديره الطيب والخجول، الحين.. المدير الإنجليزي من دون كمبيوتر ما ينضحك عليه، ومستعد يلاعبك بالثلاث ورقات، ولا تجيب رأسه، وين يكون متوسداً بكمبيوتر متطور وذكي!