يلتئم شمل القيادات الحكومية برعاية حميمية وجادة من قائد علمته الفروسية كيف يشد لجام المراحل، وفطنته القصيدة كيف يزن الأبيات في بحور لا تزل ولا تخل في معنى، ولا مغزى.
عندما نتأمل الوجنات وهي مثل صفحات الورد الصباحية، تملأ وجدان الحياة بأمل العيش بمكرمات من يكرمون الوطن بظهرهم على رعايته، وتضحياتهم من أجل رقيه، والعمل بدأب وحدب من أجل أن يظل اسم الإمارات دائماً عند هامات النجوم وفي قلب الغيمة، هناك حيث ينبلج فجر المطر الهطول، وينبثق وميض النور، وتصير الإمارات هي مركز الكون الذي تدور الكواكب والنجوم بفلكها، وهي الدائرة التي تحيط بآمال وأمنيات الشعوب، وهي المحيط الذي فيه تعبر تطلعات الشعوب، وهي الخليج الذي منه وإليه تنبعث الطموحات، وتسير سفن السفر البعيد بدافع مهارة أهل هذا الوطن، والذي صار في الزمان مكاناً للإنسانية جمعاء، وبدت الدولة الناهضة محط الأنظار، والأسماع بما تقدمه للعالم من معجزات في المنتج الاقتصادي والثقافي، والاجتماعي، الأمر الذي يجعلنا دائماً في تفاؤل، ودائماً نقطف من عشب المودة من شجرة الوطن الودود، والذي تبدو شوارعه شجرة وارفة تؤمها الوجوه، كما هي الأجنحة لطيور مهاجرة لا ترفعها أجنحتها إلى مكان آخر غير هذه الأرض بعد أن تألف الدفء، وتستأنس برفاهية الحياة، وبذخ المشاعر، ورقي الوجدان، ومهارة القيادة في تأسيس معطيات خدمية تجعل من المقيم والمواطن لا يجدان أرضاً تضم مشاعرهما غير الإمارات، لأنها أرض كما هي الأزهار تعطي من غير شروط، سوى الحب والانتماء إلى التسامح، هذه هي الإمارات التي تتحدث عنها الاجتماعات الحكومية، وهذه هي رؤية القيادة الحكيمة نحو إمارات لها جناح الطير في التحليق، ولها جمال الغزلان في الطلعة البهية، ولها بريق النجمة في نصوع المشاريع والإنجازات المعجزة.
هذه هي الإمارات التي أحبها العالم، ويتمنى أن تكون هي مرفأ لسفن سفره الطويل.
هذه هي الإمارات التي أصبحت اليوم منارةً وقيثارةً وشراعاً ويراعاً ونحلة ونخلة وبوصلة وفاصلة ونهراً وبحراً، هذه هي بلادنا التي جعلتنا بين العالمين مبالين وصار جواز السفر الإماراتي يدخل 179 دولة من دون إشارة لتأشيرة دخول، وذلك لأن الثقة بهذا الوطن تجاوزت حدود السؤال، ولأن المواطن الإماراتي تبوأ مكانة تتيح له العبور من دون توقف.
هذه هي إمارات زايد الخير، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وهذه هي إمارات قيادة تذهب بالأمنيات إلى حد الآفاق البعيدة وتمضي في الطموحات إلى حدود أبعد من الحدود.
هذه إمارات الذين فكروا وتدبروا وتبصروا، فأنجزوا مشروعهم التاريخي، وحققوا نتائج هذا المشروع على الواقع، ليصبح الواقع صفحة من صفحات التاريخ المضاءة بعبقرية قيادة لا تعرف التوقف عند حد ولا سد، وأفقها يمتد إلى حيث امتداد الوجود في عمق الفطرة الكونية منذ أن نشأت الحضارات وإلى ما لا نهاية.
هذه هي الإمارات، تحصد اليوم ما زرعه الباني المؤسس، وعلى أثره تسير القيادة بثقة، وثبات الخطوات، وبفرح يملأ أفئدة محبي هذا الوطن.