سريعاً، آتت «استراتيجيات الخمسين» أكلها، ووضعت الجميع أمام آفاق رحبة من الاستقرار والرفاه والطموح والتحدي، خاصة الشباب.. فقد نجحت بلادنا في صنع العقول والمواهب كنتيجة طبيعية لنظام تعليمي متطور، نجني ثمارَه اليوم أجيالاً من «عيال زايد» مؤهّلين لاقتحام المستقبل، وقد امتلكوا أدواته وأحاطوا بأبجدياته.
نقول ذلك، بينما تتوالى الأخبار السّارة من «مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية»، حيث زيادة دعم رواتب المواطنين في القطاعين الخاص والمصرفي، ورفع قيمة الدعم المالي المؤقت لمن فقدوا وظائفهم في القطاع الخاص، مع توسيع «برنامج نافس» لكوادر التمريض ليشمل القطاع الطبي والصحي والصيدلاني بكافة تخصصاته ومستوياته.
الأرقام تقول: إن عدد المنضمين إلى القطاع الخاص منذ انطلاق «برنامج نافس» وصل إلى أكثر من 14 ألف مواطن، بينما بلغ عدد المستفيدين الحاليين من برامج الدعم المالي أكثر من 21 ألف مواطن، فيما سيسهم القرار الجديد في دعم أكثر من 170 ألف مواطن منتفع في القطاعين بكافة وظائفهم وتخصصاتهم ومؤهلاتهم الدراسية، ومن دون استثناء، خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وبقراءة سريعة لهذه الأرقام، ندرك أن الإمارات نجحت في صناعة جيل لا يعرف الخسارات، وهي اليوم تفتح أمامه الباب واسعاً للاستفادة من مناخات الأمان والاستقرار والتنمية، وتهيئ أمامه الفرصة تلو الفرصة في سوق الوظائف، مع مزيد من التشجيع والتسهيلات.. ولعل هذا أحد أسباب موقعنا على مؤشر السعادة الدولي.
حقيقة أخرى تضعنا أمامها الأرقام، وهي أن التنمية المستدامة في بلادنا أكملت مهمتها بنجاح، فيما لم نغفل أبداً عن صناديق الدعم والرعاية الاجتماعية، وأصبحنا بين قلة من دول العالم نجحت في إتاحة الموارد وتحديث التشريعات وخلق بيئة عمل منافسة أنتجت رفاهاً واستقراراً.
وعلى كل حال، فعلى شبابنا أن يرفعوا مستوى التحدي إلى أقصاه، ليواكبوا طموح بلادهم في النهضة والتطور، ويباشروا مهمّتهم في إعادة إحياء مهمّة المؤسسين في البناء والتنمية بإرادة وعزم.