تشهد الإمارات اليوم وثبة اقتصادية واعية، ساعية إلى وضع الإمارات في الصف الأول من الاقتصاد العالمي، وقد تبوأ العنصر المواطن المكانة الأولى في بناء السياج المتين لاقتصاد قائم على المعرفة، والمهارة، وجودة المعطى، والمثابرة، وتقديم المبادرات لفتوحات اقتصادية غير تقليدية، وبث روح الثقة في القدرات، والإمكانيات، ما يجعل العقول تخترق حاجز الصمت، وتتجاوز سور التجاوز، وتعمل على حث الإرادة الوطنية على تكريس مشاعر التفاؤل، وترسيخ أسس البحث عن الجديد، وتمكين العقل من البحث، والتحري في مناطق تفوقه، ومناطق قوته، واليوم تقدم الحكومة الإماراتية كل الدعم، والتشجيع لتعزيز مكانة المواطن في مواقع العمل سواء الخاص أو الحكومي، فكلا الجناحين هما القوة التي تحمل الطموحات على كفوف النجاح وتحقيق الأمنيات، وتثبيت الحقوق في صناعة مستقبل زاهر، ومزدهر، يكون الضوء الذي تذهب إليه الأجيال، ومنه تستقي قوة ثباتها، ومتانة وثاقها.
الإمارات اليوم تدخل مرحلة جديدة في رفع الهمم، وبعث الوعي نحو عمل متكامل يضع المواطن أمام مسؤولياته، بفتح اهتماماته على مفاصل مهمة من الحياة.
التوجيهات السامية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حول دعم المواطنين العاملين بوظائفهم وتخصصاتهم ومؤهلاتهم الدراسية كافة، تجعل من المستقبل مصباحاً منيراً، يزدهر بأضواء الاطمئنان والاستقرار الأسري، وبناء حياة اجتماعية راسخة وقوية وزاهية لا تشوبها شائبة، ولا تعكرها خائبة نقص ذات اليد.
هذه التوجيهات تضع الإنسان أمام الحقيقة الكاملة، وهي أنه محور البناء، وجوهر التنمية، وهو المصل المناعي الذي يحمي الوطن من أي زلات، ويحفظه من عواتق الزمن.
هذه التوجيهات بمثابة الوقاية للجسد الاجتماعي، ودعمه بالمنعة والرفعة، وتعزيز القدرات الوطنية ورفدها بكل ما يجعل المواطن الأولوية، والبداية لأي فكرة بناء وتشييد.
نحن اليوم أمام رهان في سباق الزمن، ونحن اليوم نقف عند مفترق طرق، وهي الطرق المؤدية إلى مستقبل تبنيه الأيادي المواطنة، مدعومة من حكومتنا الرشيدة وقد أثبتت السنوات الخمسون الماضية أن المواطن الذي نفض يديه من طين الماضي وتعبه، يصل اليوم بمركبته الفضائية إلى مرافئ الحلم الموازي لكوكب المريخ، ومن هناك، حيث يقبع اللون الأحمر على الكوكب الشاهق، يبدأ الإنسان الإماراتي في تعضيد الحلم بمزيد من البذل ومضاعفة الجهد، لكي تستمر المسيرة، وتبلغ القافلة نواصي النجوم، وتتحقق أمنيات الباني والمؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، والذي كانت رفعة المواطن وسعادته، ديدنه، وأساس تفكيره.