نجحت قطر بامتياز في تنظيم بطولة مونديالية مثالية، وفشل «العنابي» في تحقيق طموحات جماهيره التي كانت تعوّل كثيراً على منتخب تم توفير كل سبل نجاحه، لدرجة تفريغ لاعبيه لمدة ستة شهور كاملة، شاركوا خلالها في بطولة كوبا أميركا وبطولة الكونكاكاف، استثماراً لفوزه بلقب بطل آسيا للمرة الأولى في تاريخه.
ودفع «العنابي» فاتورة الحسابات الخاطئة، عندما اختار الإكوادور لمباراة الافتتاح، اعتقاداً بسهولة المهمة، إذ سبق لـ «العنابي» الفوز عليه بأربعة أهداف لثلاثة، ولكن الإكوادور فاجأ الجميع، وقدم أداءً مبهراً، أحرج به «العنابي»، وكسب بهدفين نظيفين مع «الرأفة»، ووضع أكثر من علامة استفهام إزاء العرض الباهت الذي قدمه نجوم «العنابي».
وجاءت المواجهة الثانية أمام السنغال في المباراة التي جمعت ما بين بطلي آسيا وأفريقيا، ونجح السنغال في الفوز بثلاثة أهداف لهدف، بعد أن تحسن أداء «العنابي» إلى حد ما في الشوط الثاني، ومثلما كانت قطر أول دولة عربية تنال شرف استضافة كأس العالم، كان «العنابي» أول من يغادر المونديال، وكما يقال حضر المعازيم وغاب «المعرس».
***
ما بين إبهار «الأخضر» السعودي أمام الأرجنتين بقيادة ميسي، وتراجع أداء «الأخضر» أمام بولندا بقيادة ليفاندوفسكي، يبقى الأمل في مباراة «الأخضر» مع المكسيك للخروج بالنتيجة التي تقود المنتخب السعودي إلى الدور الثاني في تاريخه بعد مونديال «أميركا 94».
والغريب أن بداية الجولة الثانية عاندت الكرة العربية إلى حد كبير، خسرت قطر أمام السنغال، وخسرت تونس أمام أستراليا، وخسرت السعودية أمام بولندا، عكس ما كان عليه الحال في الجولة الأولى التي تألقت فيها المنتخبات العربية، باستثناء المنتخب القطري «الحلقة الأضعف» بين المنتخبات العربية حتى الآن.
***
الفوز التاريخي الذي حققه منتخب اليابان على «المانشافت» الألماني صورة طبق الأصل لفوز السعودية على الأرجنتين، التأخر بهدف في الشوط الأول، ثم إدراك التعادل وتحقيق الفوز في الشوط الثاني، لقد أعادنا ذلك الفوز إلى ذكريات فوز اليابان على اليونان في بطولة القارات عام 2011 في فرانكفورت، وكان ذلك الفوز هو الأول في التاريخ الذي يحققه بطل آسيا على بطل أوروبا.
***
منتخب إيران نفض عن كاهله الخسارة بسداسية أمام إنجلترا، وفاز على ويلز بثنائية، في انتظار مواجهة من الوزن الثقيل مع المنتخب الأميركي، في تكرار للحوار الكروي الساخن بين المنتخبين في مونديال «فرنسا 1998»!