تقوم بلدية مدينة أبوظبي بجهودٍ كبيرة وعظيمة ليست بخافية على أحد من أجل تحسين جودة الحياة للسكان بصورة متكاملة، تنفيذاً لخططها وبرامجها الاستراتيجية لخدمة وإسعاد القاطنين فيها والمتعاملين معها. ومن ضمن تلك الجهود النوعية المتميزة، كانت مبادرات البلدية بإقامة ملاعب الأحياء السكنية، ونشر مسارات الدراجات الهوائية، وتوفير معدات اكتساب اللياقة البدنية، وصولاً للحياة الصحية، والحد من انتشار أمراض العصر، وفي مقدمتها السمنة وما يترتب عليها من عللٍ كالسكري وغيره.
 للأسف، البعض خاصة شرائح من إحدى الجنسيات الآسيوية يسيئون استخدام المنشآت والمرافق التي أقامتها البلدية من أجل الجميع بطريقة فجة بالأخص ملاعب الكرة وبالذات كرة السلة، فتجدها حكراً عليهم بوضع اليد على مدار ساعات وجودهم التي تمتد في كثيرٍ من الأحيان لساعات متأخرة من الليل. بل أصبحوا يجمعون فيما بينهم مبالغ نقدية تستخدم للمراهنات حول الفائز في المنافسات التي ينظمونها بطريقة مخالفة تماماً للغاية السامية التي أقامت البلدية من أجلها المرافق الرياضية في الأحياء.
 كما أن تلك الفئات المقيمة تسيء استخدام الحدائق العامة منها وحدائق الأحياء السكنية، وهم يقومون بأداء حركات خادشة للحياء وبملابس غير محتشمة للمشاركين والمشاركات تحت مسمى ممارسة «الأكروبات» والرشاقة وعلى وقع موسيقى صاخبة وأغانٍ تتضمن كلمات بذيئة، مما تسبب في عزوف الكثير من العائلات وعدم الإقبال على هذه الأمكنة على الرغم من الطقس المعتدل والجميل الذي يسود البلاد هذه الأيام.
 بلدية أبوظبي - وبذات الحماس الذي تنفذ به حملاتها على المخالفين للوائح المنظمة للشواء في الحدائق العامة- مدعوةٌ لتنظيم استخدام ملاعب الأحياء السكنية والأنشطة التي تقام في المتنزهات، بحيث تضمن استفادة الجميع منها وتحقيق الغايات المرجوة منها، بدلاً من تركها لهذه الممارسات غير المسؤولة من جانب بعض المقيمين الذين اعتقدوا أنها نوادٍ خاصة بهم. وجود المشرفين والمراقبين مهم جداً للتنظيم وتنسيق حجز الملاعب لضمان حسن الاستفادة من تلك المرافق التي رصدت لها البلدية الكثير من الإمكانيات والموارد لتكون متاحة للجميع ليستمتعوا بها ويقضوا أوقاتاً جميلة وممتعة وهم يمارسون هواياتهم الرياضية المفضلة.
التنظيم ووجود المراقبين أمر مهم للغاية لضمان حسن استخدام المكان والمعدات الموجودة فيه وصون الممتلكات العامة؛ لأن بعض المرتادين- للأسف - يفتقرون لثقافة صون هذه الممتلكات، كما يفتقرون لأبسط قواعد الاستخدام الأمثل لها كترك المكان نظيفاً بعد استخدامه، وكل الشكر لجهود ومبادرات بلدية أبوظبي لإسعاد المجتمع.