هناك ما يفرح القلب، يضخ منه وإليه أريجاً خاصاً، يملؤه بزهو الوطن السعيد، في اليوم السعيد، يتربع فيه مضاء الرجال وجَلَدهم، ودعوات النساء وصبرهن، وبراءة الأطفال وأحلامهم الطائرة نحو وطن يسكنهم، يكبرون به، ومعه، ومن أجله.
* هناك ما يفرح القلب، ويجعل النهار اليوم أكثر إشراقاً وصحواً، ويجعل من نوارس بلادي أكثر تحليقاً، وشطآن بلادي أكثر موجاً وزرقة، ونخيل بلادي أكثر ارتواء وخضرة، والأحلام التي كانت أحلاماً هي اليوم تسبح في فضاء كوني، وتعب المخلصين صار وطناً يكبر.. ويكبر.
* هناك ما يفرح القلب، ويسعد الرجال والنساء، من أهل الدار أو ضيوفها المقيمين، والضحكة تخرج مضمخة بطيب القهوة المقندة، والأمل يرتسم على محيّا الأطفال، كل الأطفال الفرحين بالإمارات، لأن اليوم عيد الوطن، وعيد القائد والرجال المخلصين، وعيد النجاح حين يصير عظيماً، وعيد الإرادة حين تبلغ ذروة المجد، وعيد الحكمة حين تكون الحكمة جزءاً من حلم وتعب الرجال.
* سنوات طويلة، والعزم كان معقوداً على جبين القائد الباني والمؤسس، طيّب الله ثراه، وفي بذله للعطاء والبناء والرخاء، وفي تجسيد الأحلام حين تكون الأحلام يحملها الرجال، وتكون أكبر من الجبال. سنوات طويلة، والرشد والبذل يحملهما من خَلَفه، وسار على دربه وتبعه. سنوات طويلة، والإرادة في قلوب أبناء الوطن، والعزّ على جباههم، يصوغون من حبهم قلائد وفاء وولاء للوطن والقائد، والعهد هو العهد، عهد الرجال للرجال.
* الإمارات.. وطن ظل يكبر بأبنائه، وكبر لأبنائه، وكانت الصحراء قابلة للون جديد، والزرع كان قابلاً للانتشار في الأرض اليباب، والأصايل قادرة على أن تلد الأصايل، والوعد قادراً على أن يجلب المسافر والغائب، والشجر قادراً على أن يعيد كل الطيور التي هاجرت مبكراً من أعشاشها، كان نداء الوطن أكبر من الترحال والتجوال، والخير فيه.
كان الإنسان في بلادي هو المعنيّ بالخير كلّه، وهو الغاية والهدف البعيد، وأن الثروة لأبنائه، ولسعادتهم ورخائهم، وللبناء الحضاري، والنهضة الشاملة، ولكل مقاصد الحياة الآمنة والهنيّة والمفرحة.
* لكن الإمارات فاعلة للخير، وللغير، فالمكرمات تخرج من حيز الوطن الصغير إلى الوطن الكبير، وإلى مناحي الأشقاء، والأصدقاء، وعموم بني الإنسان، حيث يكون الواجب، ويكون الضمير، ويكون الصدق في الوعد، وما تتطلبه الفروسية، وما يفرضه النبل من مواقف حين تشتد الشدائد، وحين تدلهمّ الخطوب.
* هناك ما يفرح القلب اليوم.. هي تلك الابتسامة الغالية، للقائد الغالي، ولإخوانه من كرام الدار، ولذلك الجناح المحلق بالنجاح والإلهام وطاقته الإيجابية من ميم وحاء وميم ودال، هم عضد الإمارات، وسند رئيسها، وبيرق عزّها، وصانعو مجدها.
هناك ما يفرح القلب اليوم.. هي تلك البسمة الغالية للوطن الغالي الذي طالما أسعد الجميع، واحتفى بالجميع، وضم الجميع، تلك كانت وصية زايد الخير، وخليفة البركة وجمائل الإحسان، وما يسر ويسير عليه قائدنا، وفخر رؤوسنا «أبو خالد» فدته النفوس، وحوّطته آيات العزم، وأعشبت دروبه بالخير.