قالها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الرجال هم بناة المستقبل وليس المال، وهذه المأثورة تبني اليوم عرشها في ذهنية جيل آمن بالسير على نهج السلف، والمضي بنعيم الخلف نحو غايات عظيمة، ورايات شغفها العلو، ولهفها محيط النجوم والكواكب.
فالشباب هم الثروة وهم الطاقة المتجددة، وهم الحلم السابح في فضاءات عيون تسهر ولا تدخر وسعاً في إضاءة المكان بسلسال من ذهب الإنجازات المشرفة، والمشاريع المدهشة، والمكتسبات المذهلة.
في هذه المرحلة، في هذا المكان من العالم تشرق شمس حضارة، وتدلي بأهداب شعاعها، وتحتضن آمال العالم بدفء العطاء، وسيل من النجاحات منقطعة النظير، جذورها في الأرض وفروعها في السماء، وما بين السماء والأرض نسور تحلق، وأجنحة ترفرف، وعيون تتألق، ومهج تفتح محيطاتها للسفر البعيد، وقلوب لها في الزمان جنة برمان النجاح، وقطاف لا يكف عن فتح الآفاق إلى مسارات لا نهاية لها لأن المبدعين آمنوا بأن الطريق طويل، والأمنيات أطول، والإنسان هو راعي الكون وهو قائد مسيرة الأحلام، وما دام هناك أمل فلا تنقطع الأواصر، ولا تتوقف سبل التطلع إلى ما هو أبعد، وما هو أوسع، وما هو أكبر.
هذه هي الإمارات تبدو اليوم في العالم الركيزة، والوتد، تستند على صلبها إرادات العالم، وأمنياته، لأن الإمارات أكدت أنها لا تتكئ على الشعارات، بل تذهب للمستقبل ممتطية الصدق، والوعود التي لا تهزها عاصفة ولا تمنعها من الوصول عازفة.
بهذه الأولويات بدأت الإمارات المسيرة المظفرة نحو الفضاء، وبهذه البديهيات شقت الطريق نحو العلا، وبهذه العلامات الكاملة استطاعت الإمارات أن تكون المبهرة، والمرموقة، وذات البريق الأنيق الذي جعل هذا البلد قبلة العشاق، وبوصلة الأشواق، جعلها في القلوب نياطاً، وفي العيون مآقي، وفي الأرواح أجنحة تتوق إلى فضاءت تخلو من غبار اليأس، وتصفو من سعار البؤس.
الإمارات اليوم بثروتها الشبابية العارمة، إنما هي تغزو الأفئدة قبل الكواكب والنجوم، وبشبابها تبسط أجنحة الحب في كل مكان، معززة بقدرة قيادة فذة عملت دوماً على تحقيق آمال الشباب وتلبية طموحاتهم، وتسديد خطواتهم، والوقوف معهم في حالات الذروة، حيث تكون مواقد الطموحات في أقصى حالات التألق، والتدفق.
هذا الفرح الوجودي نبت من شجرة التصميم والإرادة الصلبة والعزيمة القوية، وحب الوطن، والتضحية من أجل مجده، ومجيده. ومن أجل أن تكون الإمارات هي الناصع، الساطع في سماوات العالم، ومن أجل أن تصير بلادنا الناتج الأول لحضارة إنسانية تستعيد أشعتها بعد توار، وتستدعي كل إمكاناتها بعد ترهل.
نستطيع أن نقول إن شبابنا اليوم هم قادة المرحلة العلمية وهم رواد حضارة تكتشف نفسها عن قرب، وتحيط بالتاريخ بجدارة الأوفياء.