واحد وخمسون عاماً والإمارات ترتقي في مسار المجد، وتضيء طرقات الحياة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. كأنها النور الذي يشع في بروج العتمة. كأنها كوكب بين فضاءات الكواكب. كأنها نبوءة السلام والحضارة والمحبة. فالإمارات حين تجمعت وتوحدت في حضن واحد، كأنها الأم التي تحتضن توائمها وتحيطهم بالرعاية الدائمة. حتى أصبحت موطناً للطمأنينة لكل من منَّ الله عليه بحضنها الوسيع. الإمارات كالبروق التي تكشف خفايا العتمة وتضيء العمر للصعود إلى مدارج التحضر ولاكتشاف سبل التطور، عبر الزمن الراهن إلى الزمن الممتد. الإمارات نهج مستمر في الارتقاء من على هذا الكوكب حتى الكشف عن كواكب الفضاء بوعي حكامها المستنيرين بيقظة عقولهم وعلمهم وطيبة قلوبهم، وسمو حضورهم على هذه الأرض المباركة.
 إن عيد الاتحاد الحادي والخمسين، عيد لكل من سكن على هذه الأرض وجاء إليها مطمئناً لنعمة عيشه وحقه في كل مسار حياته. لأن الإمارات تفيض دوماً بالمحبة والطمأنينة والسلام، وتفتح نوافذ المغلق بوسائل العلوم والإبداع والابتكار، لكل من يتوق إلى الارتقاء بنفسه وعقله، فلا حاجز بين تحقق أحلامه وأمانيه وتطوره، سوى تردده وانكفائه على حاضره الراهن. فالإمارات تعج بالمدارس والجامعات ومراكز التدريب والتجريب. فمنذ نهوض الإمارات ببركة حكامها وحكمتهم أصبحت منارة للعلم والمعرفة. تلوح رايتها على مدار السنين بالسلام والمحبة والتقدير الذي يتوق إليه كل إنسان. على هذه الأرض المباركة ومجدها المبهر الذي خطته وأبدعته يد الأب المؤسس الحكيم الكريم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي رفع الإمارات عالياً، وسيّجها بالمحبة والسعادة والسلام.
فيا حبيبتي الإمارات ويا موطن روحي وحضوري وشاعريتي، بأية لغة أصفك أو أعبّر عنك وعن فرحي بعيدكِ، بالشعر أم بالسرد أم بدقات قلبي، وأنت التي صغت أجمل وأرقى لغات المحبة والسلام، ونثرت نورك ليضيء العالم والكون والأوطان. أنتِ التي نثرت العطاء والكرم والأمان في كل بقعة من بقاع هذه الأرض التي احتوت شعوباً رجّها العصف وطوّحت بأحلامها شهوة الظلام. أنتِ أيتها الإمارات التي حين نطقت اسمك لراكب حين كنت مسافرة على الطائرة، أضاء وجهه شوقاً وتوقاً إلى نعمة رؤياك والسكن في رحابك التي اتسعت لتحضن المظلوم والمحروم والتائه في طرقات الحياة. اسمك هذا الذي إذا نطقت به غردت قلوب الحب بأنغام الشوق على أوتار الأحلام، وتمايلت الأماني رقصاً، وغنّت: إمارات.. إمارات.. إمارات!