في قصيدة الزعيم الفذ لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تنسج اللغة مثل رموش تمشط مقلة العين بأهداب أنعم من الحرير، وخيوط أسلس من سم الخياط، تطوق سجايا زعيم شيمته الوصل، وثيمة قصته وهج في الحياة، ونهج في الساسة، ومهج مترعة بحنايا القلب المؤدلج بالحب، الممنهج بالفضيلة، سيرته في الحياة البذل، والإيثار، ومعطيات في العلاقة ما بين الأنا والآخر.
في هذه الملحمة العفوية الناهلة من نبع المفردات السخية، الراشفة من شهد الجملة الشعرية وعبقرية الشعر، تقرأ الأبيات وكأنك تسبح في فضاءات الحلم الزاهي، كأنك تحلق في ثنايا أجنحة الفراشات، وكأنك تسلم الروح لأنامل أشف من عيون الغزلان، وكأنك تتمادى في رسم صورة لوجود إماراتي فند، فريد، عتيد، في يومه الأسطوري الخالد في ضمير العشاق، وكل من لديه أسئلة في عوالم القصيدة، وفضاءات الشعر.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في قصيدته المتجلية باسم قائد له في الفرادة ما يجعله النجم في بريقه، السحابة في رقتها، والشهامة في صرامتها، والكرامة في حسمها، وحزمها وجزمها.
عندما تقرأ في هذه القصيدة، ترى نفسك تستدعي التاريخ مكتوباً على متن صفحات النجوم، وفي طوايا أقمار لا تطفئ أنوارها، بل هي في الضوء بريقاً متألقاً، متأنقاً متدفقاً، يصب زخاته على وجه الوجود لتصبح الحياة وردة برية لها شذا العقيدة الراسخة في الضمير المؤمن بأن الزعامة هي الشامة، وهي العلامة الدالة على أن الرجال هم الذين يصنعون الأوطان، وليس الأوطان هي التي تصنع الأوطان، وهذا ما شدا به قلب الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته. في هذه القصيدة ارتشفنا عذوبة الكلام، كما تذوقنا حلم لحظات التجلي عند شاعر ملهم، فروسيته تنبع من صدق ما يختلج في صدره، ومن نباهة القصيدة في ديوانه الشاعري، ومن علاقة الشعر بأحلام القيادة كما هي العلاقة بين العناقيد ساعة نضج عبقريتها، ولحظة تجلي الكلمة في المخيلة.
في هذه القصيدة، بدا الحب ديوان الشعر لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وتجلى وسم العلاقة الوطيدة بين زعيمين صنعا من مجد الإمارات واحة تلقي الحلم كما روض الأغصان الزاهية، كما فيض الأريحية في رواية ذلك الطوق المذهب بسجايا الأفذاذ، ونجباء الأمة، ونبلاء شعب نبتت أخلاقه من حقول هذه البساتين الرائعة.
في هذه القصيدة بلغت اللغة مبلغ الأغصان السامقة، والفروع الباسقة، وأحلام الطير الشاهقة، وبلاغة النجمة في بث البريق، ونبوغ الغيمة في حث الماء الزلال.
في هذه القصيدة تناسق الخيال والفكرة، وفن العطاء الشعري، مع قيمة الفذ، ومكانته في عميق الوجدان الشعبي.