اختتم «صندوق الوطن» احتفالاته بعيد الاتحاد الـ51 بإطلاق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة الصندوق، أمس، المؤتمر السنوي الأول لتعزيز وترسيخ الهوية الوطنية، تحت شعار «هوية وطنية نابضة بالحياة»، بحضور قيادات فكرية ومعرفية إماراتية وعربية.
ركز المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسة هي عناصر الهوية الوطنية ومكوناتها، ووضع رؤية متكاملة حول أهم برامج تعزيز الإنتاج المعرفي في الهوية الوطنية، إضافة إلى تناول أبرز التجارب العالمية في المجال.
وعلى الرغم من تعدد وتنوع المؤتمرات والملتقيات والفعاليات التي تتناول هذا الركن المهم للغاية من أركان بنيان الدولة واللحمة الوطنية على امتداد العقود الماضية، إلا أن المخرجات والتطبيق الميداني على أرض الواقع دون المستوى المنشود والمطلوب.
وكلما دعيت لمتابعة واحدة من الملتقيات عن الهوية الوطنية، يبرز أمامي ذلك الملتقى الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع -وقد كان ذلك مسماها - في العام 2008 بقصر الإمارات، وأقيم برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وافتتحه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، بمناسبة إعلان عام 2008 عاماً لتكريس الهوية الوطنية.
فقد قال سموه في كلمته بالمناسبة إن الملتقى «ينطلق من ثوابت ومعطيات ومقومات حضارية نحرص على المحافظة عليها والاعتزاز بها.. وعلى رأسها ديننا الحنيف السمح وعادتنا وتقاليدنا وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال تنكراً لانتمائنا للعالم الحديث بكل ما فيه من قيم وعلاقات وتفاعلات بناءة، فنحن نسعى إلى ترسيخ التكامل بين وسطنا الإقليمي وانتمائنا العربي والدولي وبين الحفاظ على هويتنا الوطنية والانفتاح على العالم بكل ما يعنيه من تطور وتقدم وتكنولوجيا». مؤكداً أن «وجود عدد كبير من الجنسيات والأعراق والثقافات يسهم في البناء ويشاركنا العيش وينبغي أن يوظف كمصدر إثراء لشخصيتنا الوطنية من خلال التفاعل الواعي مع الآخر واحترام موروثاته دون أن يمس ذلك بثوابتنا ومعتقداتنا».
كانت مناقشته من أعمق المناقشات وأكثرها شفافية، وشهدت تحذيرات غير مسبوقة لمعالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي.
 منذ العام 2008 شهدتُ العديد من الملتقيات، بما في ذلك جلسة رمضانية للمجلس الوطني الاتحادي، ومع هذا ما زال الموج عالياً والمخاطر تتفاقم، والجدل متواصل.