يخوض اليوم منتخبنا المغربي مباراته السادسة في كأس العالم قطر 2022 أمام المنتخب الفرنسي بطل النسخة السابقة «روسيا 2018»، والأمل يراودنا في تحقيق حلم انتظرناه 92 عاماً منذ انطلاقة النسخة الأولى في الأوروجواي عام 1930.
بداية الحلم كان لتأهل منتخب قطر الدولة المستضيفة الذي لم يحالفه الحظ في لقائه الافتتاحي مع الإكوادور ومفاجأة المنتخب السعودي بالفوز على نظيره الأرجنتيني، ثم توالت المفاجآت بفوز تونس على فرنسا ليسقط القناع عن المنتخبات التي لا تقهر في كأس العالم، وكأنها هي من تستطيع تحقيق الإنجازات دون منتخباتنا العربية منذ أول مشاركة للمنتخب المصري عام 1934 في إيطاليا، ليتوالى بعد ذلك تأهل المنتخبات الأخرى، وكان نصيب منتخبنا التأهل التاريخي في الدورة الـ 14 من البطولة في إيطاليا 1990.
المنتخب المغربي بقيادة مدربه وليد الركراكي، الذي تولى المسؤولية قبل قرابة الثلاثة أشهر من البطولة، استطاع أن يقهر المستحيل في لقاءاته الخمسة الماضية مع منتخبات كرواتيا بالتعادل السلبي، والفوز على بلجيكا وكندا في دور المجموعات وعلى إسبانيا في دور الـ 16 وعلى البرتغال في دور الثمانية، والأمل يراودنا ويراود كل العرب في تخطي فرنسا في الدور نصف النهائي وتحقيق الحلم الذي يراودنا وأصبح قريباً من التحقيق بهمة «أسود الأطلس» الذين أثبتوا لنا كعرب أننا لا نقل عن المنتخبات الأخرى الأوروبية والأميركية الجنوبية في معانقة الكأس الغالية على جميع منتخبات القارات الخمس.
فكل المقومات متوافرة ومهيأة، وإن كنا قد أخفقنا في الاستغلال الأمثل لها منذ دخول منتخباتنا العربية معترك الاحتراف، وإن كان منقوصاً في تنفيذ بنوده، جاء المنتخب المغربي بقيادة أحد أبنائه ليثبت لنا جميعاً أننا قادرون على تحقيق المستحيل الذي لم يعد محصوراً على منتخب من القارتين دون غيرها من منتخبات القارات الأخرى.
نعم متفائلون في تخطي المنتخب الفرنسي بطل العالم، ومتفائلون بتحقيق إنجاز يضعنا في مقدمة الصفوف الكروية على مستوى العالم، ونحن من يتصدر المشهد في معظم المحافل، والمنتخب المغربي هو من سوف يتصدر المشهد بتجاوزه مباراة اليوم، ويحقق الحلم الذي كان عصياً حتى النسخة السابقة من البطولة، وأصبح اليوم قريب المنال إذا توخى نجومنا الحذر في مجريات شوطيه، ومهما يسفر عنه اللقاء سيبقى المنتخب المغربي حديث الأجيال لحين معاودة المحاولة في تحقيق الآمال.