سجّل «الأبيض» الإماراتي إخفاقاً جديداً بوداعه «خليجي 25» بالبصرة وخروجه من الدور الأول بخفي حنين، دون أن يتذوق طعم الفوز وبرصيد نقطة واحدة، أعادته إلى البلاد ليتابع ما تبقى من مباريات البطولة عبر التلفاز، مثله مثل جماهيره التي عانت الأمرين مع المنتخب منذ مرحلة المدرب الوطني المهندس مهدي علي «شفاه الله وعافاه».
والمؤلم أن الإخفاق الجديد ما هو إلا استكمال لسلسلة الإخفاقات التي تعيشها الكرة الإماراتية على صعيد منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي وصولاً إلى المنتخب الأول.
والغريب أن «الأبيض» ضرب بكل القواعد والمفاهيم عرض الحائط، فإذا كان من المتعارف عليه أن المنتخب القوي هو أحد مخرجات الدوري القوي، فإن الوضع معكوس في كرة الإمارات، فالدوري يعتبر أحد أهم وأقوى الدوريات خليجياً وعربياً وآسيوياً، كما أنه ثاني أغلى دوري عربي بعد الدوري السعودي، إذ تبلغ قيمته التسويقية 208 ملايين يورو، ومع ذلك فإن المحصلة النهائية تساوي صفراً بعد أن كان «الأبيض» ذات يوم قاب قوسين أو أدنى من الفوز بلقب كأس آسيا عامي 1996 و2015، ناهيك عن فوزه مرتين بلقب دورة الخليج.
والعجيب أن المدرب أروابارينا كان قد وعد قبل انطلاق البطولة بالفوز بلقبها قبل أن يصطدم بحاجز الدور الأول ويترك الساحة لمنتخبات قادمة من دوريات أقل فنياً وتسويقياً من الدوري الإماراتي، فضلاً عن المنتخب القطري الذي يشارك بالصف الثاني.
شخصياً، أتوقع أن يبادر اتحاد الكرة إلى إقالة المدرب، قبل التحول لخوض غمار بطولة غرب آسيا التي تستضيفها دولة الإمارات، وقبل أن يحين موعد كأس أمم آسيا بالدوحة.
ومع الاعتراف بأخطاء المدرب، إلا أنه من العدل أن نتفق على أن المنظومة بأكملها تشوبها العديد من الشوائب ويجب أن نعتبر «نقطة البصرة» بمثابة نقطة لنبدأ من أول السطر لوضع استراتيجية متكاملة تعيد كرة الإمارات إلى الواجهة من جديد، وإن بقى السؤال الأهم: هل بمقدور الإدارة الحالية التي حققت كل تلك الإخفاقات تصحيح المسار؟ أم أن المنطق يقتضي منح الفرصة لوجوه جديدة لعلها تصلح ما أفسده الآخرون؟
×××
يوم الخميس المقبل نحن على موعد مع «قمة المتعة» في حوار ميسي وكريستيانو على أرض السعودية من خلال لقاء منتخب النصر والهلال مع باريس سان جيرمان.
وتتواصل أيام وليالي الرياض الرائعة.