يتفنن المحتالون ولصوص المعلوماتية في ابتكار الحيل والأساليب ذات «الحبكة» المسبوكة بعناية وإتقان، معززة ببريق أرقام الاستثمارات والعوائد المجزية والمرتفعة للغاية، مغريات للإيقاع بأكبر عدد ممكن من ضحاياهم الحالمين بالثراء السريع، والذين لا يتوقفون كثيراً أمام مدى صحة الأمر والتدقيق في تفاصيل العروض المقدمة من مجهولين يختفون وراء أسماء كبيرة في عالم افتراضي واسع.
وقد جاء التحذير الأخير الذي أطلقته هيئة الأوراق المالية والسلع من شركات وجهات وهمية تتعامل في الأنشطة المالية غير المرخصة، ليذكّر الجميع، وبالأخص الراغبين في دخول عالم الأعمال والاستثمار، إلى تجنب الرسائل والمكالمات المجهولة وعدم التجاوب مع مواقع تروج لاستثمارات مجهولة المصدر، والتمييز بين دعوات الجهات المحتالة والأخرى الرسمية المعتمدة والخاضعة للرقابة في الدولة والتي تتميز بالشفافية، وتحرص على نشر معلومات ترخيصها على مواقعها الإلكترونية، مع بيان رقم الترخيص والجهة التنظيمية المُرخِّصة لها.
تحذير الهيئة جاء في إطار حملتها التوعوية لمواجهة الأنشطة المالية غير المرخصة التي نشطت مؤخراً، وتزامنت مع تزايد طرح بعض الجهات والمؤسسات والشركات الناجحة للاكتتاب، ورأينا كيف يلجأ المحتالون إلى عرض مستندات ورخص تجارية ومهنية مزورة لكسب ثقة المستثمرين، وأكدت حرصها على توفير جميع أشكال الدعم اللازم لحماية المستثمرين ومدخراتهم، وتطوير قطاع الأوراق المالية ودفعه إلى مستويات متقدمة وتنافسية إقليمياً وعالمياً، محذرة من الممارسات الاحتيالية في القطاع المالي والأسواق المالية وحماية الأنشطة المالية المرخصة من المنافسة غير المشروعة وتعزيز مكافحة غسل الأموال.
المحتالون يركزون في عملياتهم الاحتيالية على المتداولين المبتدئين والحالمين بصفقة العمر التي تنقلهم لعالم الأثرياء، وهم لا يملكون الخبرة والدراية الكافية في الاستثمار في أسواق المال بإغرائهم بوعود مزيفة كالربح المضمون والفوري، وحثهم على فتح حساب تداول بسرعة وبصورة فورية بزعم استغلال فرص استثمارية وعدم تفويتها.
التحية لشركاتنا الوطنية الكبيرة والناجحة التي تحرص بين الفينة والأخرى على تحذير الرأي العام من المحتالين الذين يستغلون ويستخدمون صور مسؤولين كبار فيها مع شعارات لهذه الشركات الإماراتية في مواقع التواصل الاجتماعي لإيهام المتابعين بجدية الأمر، واستدراجهم للإيقاع بهم في حبائل مكائدهم ومن ثم سرقتهم.
نتمنى من المصارف والهيئات المالية المشاركة بقوة في مثل هذه الحملات تكثيف التوعية للتصدي للصوص العصر الذين يستغلون الفضاء الإلكتروني والأدوات والمنصات الإلكترونية للإضرار بصورة اقتصادنا الوطني، والاستيلاء على أموال ومدخرات ضحاياهم.