حلوة هي خطوات الإمارات، وتفكير قيادتها في اختيار ثيمات سنوية لترسيخ مفهومها ومعانيها في ذاكرة الأجيال، وتكون نهجاً وفكراً للمجتمع، مثلما كانت في السنوات المنصرمة في اختيار شخصيتين كان لهما أثر في تأسيس الاتحاد وقيام دولة الإمارات، المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد، واختيار ثيمة التسامح الذي غدا نهجاً اليوم في ربوع هذا الوطن من خلال التعايش والتجانس والتآخي بين الثقافات والأجناس والأعراق،  والاتصال والتواصل مع العالم وشعوبه، وهذا العام اختار صاحب السمو رئيس الدولة ثيمة حيوية، ومهمة وتلعب دوراً كبيراً في حاضرنا وتخطيطاً لمستقبلنا، وهي الاستدامة، مختصرةً في كلمةٍ وجيزة «اليوم.. للغد». 
الاستدامة إرث وتقاليد وتوجهات في المجتمع من قبل ومن بعد، وليست فقط توجيهات، كانت سلوكاً يومياً في حياة المغفور له الشيخ زايد رحمه الله وأثابه خير الجزاء، كان يريد للطير أن يلقى شربه، ويجد ظلاله، ويريد للشجر أن يكثر ويكبر، ويريد للرمل أن يخضّر ويزهر، ويريد للإنسان أن ينعم ويستقر، لذا زان الإمارات بالنخيل، وزال تصحر الفيافي، وجعلها تستأنس بالشجر والماء وبركات الخير، قرّب لها المدن، وأنسن المكان، وأبعد المصانع، وجعل من سفوح الجبال وسيح الرمال موطناً ومستقراً للطير والحيوان، وملاذاً للتكاثر والتزاوج، وبعيداً عن الصيد العشوائي، ومثلما كان البر والجبل عمل كثيراً في البحر، حوط وحيدّ غضبه عن الإنسان والمكان، وعززه بالمحميات وأكثر من زراعة القرم، ومنع كثيراً من السلالات والكائنات البحرية من الانقراض، وسنّ كثيراً من القوانين للحماية والرعاية واستدامة الحال وتطوير الأدوات وتسخير الإمكانيات، واستثمر في الإنسان تعليماً وصحة وتربية، ومنحه كل ما يصون كرامته ويجعله فاعلاً في مجتمعه، متفاعلاً مع من حوله، وقادراً على صنع الفرق لوطنه الصغير والكبير وللبشرية، لأن العالم اليوم غدا صغيراً، وأصغر من أي قرية بفضل الثورات التقنية.
وهكذا كان النهج عند المغفور له خليفة الخير، وجاء «أبو خالد» متأثراً بأحلام أبيه، ومتأسياً بأفعال أخيه، يحمل فكراً جديداً، ورؤى عالمية كوكبية، بالتعاون مع الأصدقاء والأشقاء وكل المهتمين بشؤون المناخ وتأثره وتأثيراته، وصحة كوكبنا وسلامة من يعيش فيه، وله تلك الرؤية الطليعية لتسيير أمور الدولة في حاضرها اليوم، ولمستقبلها في الغد في كافة الشؤون والمجالات من أجل أن ينعم إنسان هذا الوطن بالأمن والاستقرار في وطنه في حاضره ومستقبله، وأن يساهم في النهضة والبناء والنماء للولوج  لآفاق الغد المتشابكة خطوطه، والمعقدة أموره، وأن لا بقاء فيه لغير الذكي والقوي والمفكر والعالم العامل والمؤسسات الكبرى العملاقة اقتصادياً، والمواكبة تقنياً، والقادرة على عبور القارات من على كرسي صغير في غرفة صغيرة مبردة وجهاز بحجم كف اليد أو بصغر عقلة الأصبع.
بوركت الخطوات، ودام التفكير المتألق، والإبداع من أجل المستقبل، ومن أجل إنسان الغد الآتي، فالمصادر الطبيعية ليست باقية على الدوام، إن لم تستثمر وتوجه لخير الأوطان والشعوب، وإن لم نطور ونتطور بما هو متاح اليوم للغد.. لقد ولت عهود الحلم بالمستقبل.. الآن المستقبل يصنع هنا.. واليوم!