شعر كل من له علاقة بـ«خليجي 25» بالحسرة، وهم يغادرون البصرة، التي أبهرت كل أبناء المنطقة بتنظيمها الرائع للدورة، التي غابت عن بلاد الرافدين لمدة 44 عاماً.
وكانت العودة إلى أحضان العراق على مستوى الطموحات والتطلعات، برغم أن الدورة جاءت بعد أيام قليلة من النجاح غير المسبوق الذي حققته الدوحة، عندما استضافت النسخة 22 للمونديال.
ولم يكن فوز المنتخب العراقي باللقب الخليجي بمثابة كل المكاسب التي حققها العراق من استضافة الحدث، بل كان مناسبة سانحة لتوجيه أكثر من رسالة معبرة أهمهما أن العراق عاد إلى سابق عهده وطناً للأمن والأمان، وأن البطولة نجحت في توحيد العراقيين بعيداً عن مشاكل السياسة وتعقيداتها، ولا أدل على ذلك من تلك الحشود الجماهيرية التي ضاقت بها المدرجات في كل المباريات، ولعلها المرة الأولى في تاريخ البطولة التي تمتلئ فيها مدرجات أحد الملاعب برغم عدم وجود منتخب الدولة المنظمة، حيث كانت مباراة السعودية وعمان كاملة العدد في استاد الميناء في نفس الوقت الذي كان المنتخب العراقي يواجه اليمن في استاد البصرة، وهي حالة نادرة في كافة البطولات.
وعندما حان موعد المباراة النهائية ما بين العراق وعُمان، فتح المنظمون استاد البصرة لاستضافة المباراة كما فتحوا ملعب الميناء لتمكين الجماهير من مشاهدة المباراة عبر الشاشات الضخمة، وكأن المباراة النهائية تقام في ملعبين بحضور جماهيري تجاوز 95 ألف متفرج (65 ألفاً في ستاد البصرة و30 ألفاً في ستاد الميناء)!
وكافأ القدر العراقيين بالفوز باللقب، الذي غاب عنهم منذ الدورة التاسعة بالرياض عام 1988، وبنهائي مثير تلاعب بأعصاب الجميع حتى الدقيقة 120.
ولا خلاف على أن نجاح «خليجي 25» يمهد الطريق، وبكل قوة، نحو إقناع الاتحاد الدولي برفع الحظر عن الملاعب العراقية خلال الفترة المقبلة.
×××
المنتخب العماني وصيف بطل الخليج يستحق لقب البطل غير المتوج، حيث أسهم بدور فاعل في إثراء النهائي وظهوره بتلك الصورة التي شرفت كل أبناء المنطقة.
×××
خلال أسبوع واحد استضافت الرياض قمة برشلونة وريال مدريد في نهائي السوبر الإسباني، وقمة الإنتر وميلان في السوبرالإيطالي، واكتمل المشهد بمواجهة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في لقاء باريس سان جيرمان مع منتخب نجوم الهلال والنصر في سهرة كروية تابعت تفاصيلها الجماهير في كل قارات العالم.
إنه حقاً موسم «فوق الخيال».