يقول المثل «خرجنا من المولد بلا حمص»، ولا أدري مصدر المثل أو الحكمة، وإنْ كان البعض يرجحها بأنها حكمة سورية، وهذا ما ينطبق على خروج منتخبنا من الدور الأول لبطولة «خليجي 25» بالبصرة، والشارع الرياضي يترقب توضيحاً من اتحاد كرة القدم ولجنة المنتخبات عن أسباب الخروج المأسوف من دون توضيح وذكر أسباب مقنعة، وهل كان خيار تشكيلة المنتخب فنياً بحتاً، أم أن هناك أسباباً أخرى يجهلها الشارع الرياضي، ويجد الاتحاد نفسه في حرج من ذكرها؟ لأن تخمينات المحللين والشارع الرياضي غير مقنعة، ولا تدخل ضمن مسببات الخروج المأسوف منها.
في تصريح سابق لرئيس لجنة المنتخبات، أفاد بأن اللاعب علي مبخوت لم يُستبعد، ولكنه لم يستدع، وهذا في حد ذاته أيضاً لغز ينبغي توضيحه وتوضيح الفرق بينهما، لأن كل المعاجم عجزت عن توضيحه، والفرق بينهما مثل الشعرة يصعب علينا وعلى المهتمين بالشأن الكروي استيعابه.
وعادت عجلة الدوري إلى الدوران، وتناسى الشارع الرياضي وانشغل مجدداً بمسابقة الدوري والبطل المرتقب والصاعدين والهابطين منه، وكأنك «يا بوزيد ما غزيت».. هذا هو حال منتخبنا في السنوات الثلاث الماضية من عمره، حيث لم يتبق من عمر الاتحاد إلا موسم واحد، ونعود بعده إلى خطة عشرينية أكثر أو أقل، لتحديد رؤيتنا، ونغلق ملف الإخفاق، كما ملفات الإخفاقات السابقة، وندور في «الفلك» نفسه، مع كل دورة جديدة من مسيرة اتحادنا، والوقت يمر، وأموال تُهدر والقافلة تسير بهدر، دونما أي تصحيح في المسار الذي خرج عن النهج، وكرتنا تائهة بين مسارها الصحيح، والخروج عن المألوف، وتراجعت كرتنا عن الركب الخليجي، ولم يعد لنا مكان بين كبارها الذين يقارعون القارية، ويتطلعون إلى العالمية، بتكرار صعودهم إلى نهائيات كأس العالم، بعد أن كنا ثاني دولة خليجية نحقق إنجاز الصعود في زمن الهواية.
ويبقى لغز مبخوت محيراً لكل المهتمين والنقاد، ولم يبادر اتحاد الكرة بتوضيح الأمر، رغم مطالبات الجميع، وإنْ كانت بعض الأقاويل تقول إن اللاعب هو الذي قلص دوره، ولم يتنوع في ممارساته ومداخلاته في الأمتار الأخيرة، حسب ما يتردد عن الجهاز الفني للمنتخب، وكأنك «يا بوزيد ما غزيت»، وخرجنا من المولد بلا حمص، كما من الموالد السابقة، فهل سيخرج علينا من يحل لنا اللغز المحير؟