إدانة واستنكار دولة الإمارات للفعلة الرعناء لمتطرفين في كل من هولندا والسويد الذين أقدموا على حرق نسخ من القرآن الكريم، يعبر عن الموقف المبدئي للدولة وشقيقاتها في محيطنا العربي والإسلامي، ويجسد صوت العقل والحكمة، وهي تؤكد- كما جاء في بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي- «رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية». و«شددت على ضرورة احترام الرموز الدينية والمقدسات، والابتعاد عن التحريض والاستقطاب، في وقت يحتاج فيه العالم إلى العمل معاً من أجل نشر قيم التسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف».
وقبلها دانت الإمارات بشدة ما أقدم عليه متطرف السويد الذي أقدم على ذات الفعلة النكراء في استوكهولم. وفي كل مرة تجدد الوزارة دعوتها الدائمة «إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات وعلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش».
كما عبرت مختلف الهيئات والمراجع الدينية عن رفضها واستنكارها للعمل الإجرامي المستفز، فقد أدانه مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس المجلس، حيث أكِّد - في بيان له - أن الإقدام المنبوذ على حرق نسخة من المصحف الشريف، هو استفزازٌ واضحٌ لمشاعر ما يقرب من ملياري مسلم حول العالم، معرباً عن «رفضه لهذا السلوك الإجرامي، الذي يتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، ويبرهن على عنصريةٍ بغيضةٍ تترفَّع عنها كافة الحضارات الإنسانية، مؤكِّداً أن مثل هذه الانتهاكات تعد وقوداً لخطاب التطرف والإرهاب، وتنال من جهود نشر قيم السلام والتعايش الإنساني، داعياً إلى ضرورة وقف بثِّ خطاب الكراهية وإثارة الفتن، واحترام معتقدات الآخرين، وعدم الإساءة للمقدسات الدينية». أولئك الذين يقدمون على هذه الأعمال الإجرامية الاستفزازية البغيضة لا يدركون أن القرآن الكريم ليس مجرد نسخ مطبوعة، بل كلام الله الذي صانه في «لوح محفوظ» وفي الصدور التي حفظته منذ نزوله على يد خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم. 
وقد قامت الإمارات وكذلك المملكة العربية السعودية والعديد من الدول الإسلامية بالكثير من المبادرات لتعزيز قيم التسامح والتعايش والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف، من دون أن يقدم الجانب الآخر مبادرات مماثلة تردع المتطرفين عندهم بأحكام رادعة يميزون معها بين حرية التعبير وعدم الإساءة للرموز والمقدسات الدينية.