شهدت الدولة خلال الأيام القليلة الماضية حالة من تقلبات الطقس، واكبها هطول أمطار متفاوتة الغزارة على العديد من المناطق مع رياح مثيرة للغبار والأتربة في مناطق أخرى، وقد انتهت على خير، بحسب ما أعلنت أمس الأول وزارة الداخلية، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث. ووفق تقارير المركز الوطني للأرصاد وعمليات الرصد والمتابعة عن استقرار الحالة الجوية بفضل الله. وأشادت الوزارة على حسابها الرسمي بمنصة التواصل الاجتماعي «تويتر» بأداء منسوبيها وشركائها خلال الحالة، وقالت «إن جميع القيادات الشرطية والجهات المعنية تعاملت باستباقية ومرونة عاليتين لضمان سلامة المجتمع وللحفاظ على الأرواح والممتلكات».
 وكانت الوزارة وبالتنسيق مع الهيئة وكل الشركاء قد أكدت جاهزيتها لمواجهة أية حالة طارئة قد تنشأ جراء الحالة الجوية السائدة وتقلباتها، وذلك بفضل العمل المتكامل بين الفرق المختصة وكوادرها المؤهلة والقادرة على التعامل مع تداعيات الحالة المدارية المتوقعة، وأن الفرق المعنية ستواصل جهودها في نشر التعليمات والإرشادات التوضيحية للتعامل الصحيح مع تلك الحالة، مع إرسال التحذيرات الجوية في المناطق المتأثرة في حينها، مجددة التأكيد على ضرورة الالتزام بالاشتراطات والتعليمات الصادرة من الجهات المعنية لتعزيز حماية المجتمع ووقايته. وحذرت في الوقت ذاته «من تداول الأخبار المضللة والشائعات»، داعية إلى «الرجوع إلى المصادر الرسمية لمعرفة التحديثات الخاصة بالحالة الجوية، وتعليمات السلامة والوقاية والحماية من كافة المخاطر».
لا شك أن هذا الجهد الكبير أتاح اجتياز الحالة الجوية غير المستقرة بكفاءة عالية مما كان له أكبر الأثر في الحيلولة دون وقوع أية حوادث أو منغصات وخسائر قد تحدث خلال اضطراب الطقس وهطول الأمطار الغزيرة وهو ثمرة ذلك التعاون والعمل بطريقة استباقية مرنة، وهو كذلك ثمرة الاستفادة من التجارب السابقة وتقييمها بطريقة علمية واستخلاص النتائج والعبر منها. 
ولكن، للأسف، إدارات المناطق التعليمية في بعض مناطق الدولة لا تملك ذلك التفكير الاستباقي ولا المرونة في التعامل، وإلا لما كانت لتتسبب في إرباك الطلاب وأولياء أمورهم في اليوم الأول من دخول الحالة واستدعائها لهم على عجل لاصطحاب أبنائهم والعودة بهم بعد تعذر استكمال اليوم الدراسي، واضطرارها لإعلان الدراسة عن بعد في اليومين التاليين.
لقد كانت التحذيرات معلنة وكذلك التوقعات ومع هذا آثرت تلك الإدارات الانتظار للحظة الأخيرة لإعادة الطلاب إلى منازلهم لتقدم لهم درساً مجانياً ولكنه مكلف في هدر الوقت وسوء التقدير، وسلامتكم.