«اليوم للغد»، فكرة أشبه بشروق الشمس على أرض غائمة، فكرة مجللة بوعي، يقود السعي ويمضي بالقافلة الإنسانية نحو مراع لا يشوب عشبها رث، ولا غث، وحياة تنعم بالهناء، الهواء المرتل بنعيم الضمير البشري، وبشر يفيضون بإدراك، بأنه ما من حياة استمرت، تحت رضيض العوادم، ورشيش العدمية، وهكذا تذهب الإمارات بالعالم نحو مفهوم، أنه لا حياة لعالم يقضم أظافره بسكين الحماقة، ولا سعادة لإنسانية، تغوص أنوفها في دخان الهمجية.
هكذا تبدو الإمارات، كأنها النياط في رعيان تدفقها، وكأنها الضلوع ترتب دفقات قلوب العالم، وتعيد النبضات إلى حيث كانت الطبيعة، وحيث نبتت قمحة الوجود عند ضفاف بلا غبش، ولا عبث.
في هذا العالم وعند منصة العالم، تقف الإمارات بأعلى كعب، وتطالب العالم بأن يكون بقدر المسؤولية، والالتزام الأخلاقي، تجاه أمنا الأرض التي نشترك فيها جميعاً، كأبناء، وعلينا نبذ العقوق، وتأدية الحقوق بضمائر تزدهر بالصدق، ولا مجال للوقوف مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث في كثير من بقاع العالم من تعسف، ونسف، وخسف، بل من واجب المخلصين أن ينهضوا بواجباتهم، وأن يعمل العقل البشري على تنظيف الطبيعة من حماقة مدعي الحضارة ورفض تصحر الوعي، وجفاف العواطف، وبناء عالم جديد تسوده مشاعر الود، والتعامل بالحسنى مع طبيعة، هي الرصيد الإنساني، وهي الملتقى عند كل ناصية، وجادة.
اليوم ما تقوم به الإمارات، إنما هو الانبعاث العقلي، وهو التحريض الفكري لبناء قلعة النقاء، وحماية تراب الأرض من لزوجة ما تفرزه مصانع الغي.
اليوم ما تنهض به الإمارات، له النور الذي ينبجس من عقد الشمس، ليرخي ذيولاً من الجذل، والعدل في التعامل مع طبيعة الله، وجماله البديع في خلقه.
واليوم ما تقدمه الإمارات لهو الصورة المثالية لدولة نهضت دوماً في تقديم النموذج الحر في علاقة سوية، وصحية، مع الطبيعة، لأننا جزء من هذا الكون الهائل، ونحن به، ومنه، واليه نعود.
وغداً نواصل...