قبل انتصاف نهار أمس الأول، وعلى الطريق الرئيس السريع في المنطقة الفاصلة بين «مصفح التجارية» و«الصناعية» باتجاه المفترق لجسري المقطع والمصفح كان التكدس والاختناق المروري على أشده، وكانت سيارة إسعاف تحاول جاهدة اختراق الصفوف المتراصة من المركبات بينما هواة التنقل البهلواني بين المسارات وطوابير المركبات يواصلون بسياراتهم تلك العادة الغريبة من أجل اقتناص ثوان قد تُسرّع وصولهم إلى مقاصدهم، بينما اللوحة الإلكترونية تضيء بين الفينة والأخرى لتحذر السائقين عن وجود حادث أمامهم.
 مشهد يتكرر بصورة شبه يومية على ذلك الطريق الذي يشهد ضغطاً هائلاً، وبالذات خلال ساعات الذروة كونها المخارج والمداخل الوحيدة للمنطقة وسط سباق بين المركبات الصغيرة والشاحنات الثقيلة.
ما يلفت المرء عند اجتيازه ذلك التكدس المروري ولدى وصوله الى نقطة انفراج الطريق عدم وجود آي أثار للحادث المعلن عنه بما يعبر عن الاحترافية العالية لشرطة أبوظبي في إخلاء الطريق من تلك الآثار بسرعة من أجل استعادة انسيابية الحركة عليها من جديد، ولكن للأسف الأمر يطول بصورة لا تتناسب مع سرعة التدخل والانتهاء من تحريك المركبات المتضررة طرفي الحادث.
جهود كبيرة تقوم بها شرطة أبوظبي وكذلك الشركاء لضمان تحقيق الانسابية وتدفق الحركة المرورية بالصورة المستهدفة، ولكن محدودية الخيارات الناجمة عن عدم وجود طرق بديلة في منطقة ذات كثافة عالية تحد من تلك التطلعات، خاصة وأنها تضم مناطق سكنية واسعة وأخرى تجارية وصناعية هي جزء من المنطقة الصناعية بالإضافة للورش والمحال المتخصصة في العديد من المجالات والميادين، بالإضافة لوجود مؤسسات تعليمية كبيرة من مختلف المراحل بما في ذلك التعليم العالي. وهناك مشاريع للتوسع مع انتقال دوائر ومؤسسات لمقار في الضواحي الجديدة من العاصمة.
 منذ فترة والأصوات تدعو لتبني مقاربات جديدة للتعامل مع الأمر، لتخفيف كثافة الحركة والحد من مثل تلك المشاهد التي أشرت اليها من أجل تعزيز المكانة العالمية التي تحققت لأبوظبي العاصمة والإمارة وهي تتصدر المؤشرات الدولية في الانسيابية المرورية التي تحققت لها، وهي مسألة في غاية الأهمية باعتبارها على تماس مباشر بقضايا جودة الحياة وتعزيز تنافسية الدولة. وكانت هناك آراء لتسيير عبارات بحرية وكذلك تشجيع استخدام وسائل النقل الجماعي وأعادة النظر في مواعيد النقل المدرسي وغيرها من الحلول والمبادرات التي نتمنى أن تجد طريقها للتنفيذ لتخفيف كثافة الحركة وسرعة التنقل بين الجزيرة والبر الرئيس لعاصمتنا الحبيبة.