الرابع من فبراير.. في هذا اليوم تحتفل البشرية بيومها المأمول، وسعادتها بإلقاء الضوء على ذلك الجزء الكامن في الروح، والذي ربما تم تشويهه من قبل من زيفوا كل مباهج الحياة وشوهوا وجه الإنسان الحقيقي، وقاموا بعمل المونتاج والإخراج للشكل الشائه لإنسان تمرد على فطرته، وتجاوز حدود الممكن، وجازف بإنسانيته، وغامر بمهارة المجانين والمعتوهين حتى وصلت الإنسانية إلى ما وصلت إليه من تمزق في الوجدان، وتشقق في قماشة القلب، واحتراق في الصحائف والكتب، لأن الكاره لا يقرأ، ولأن الكاره لا يستوعب لو قرأ، ولأن الكاره عدو لدود لنفسه ولغيره، وطالما هو كذلك فهو لن يعطي إلا ما هو سيئ ورديء من مشاعر، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وكيف سيعطي هذا الكاره، ما يتوخى منه من حب.
لذلك فإن قيادتنا الرشيدة عندما ساهمت مع دعاة السلام والوئام في جعل يوم الرابع من فبراير، هو يوم الإنسانية، كانت هي السباقة دوماً في جعل الإنسان أولوية، وحقوقه في العيش الآمن والمطمئن حقيقة يجب ألا تفارق شروق الشمس، وألا تعانق غير القمة.
الإمارات تخطت عقبات، وتجاوزت كبوات، وحققت إنجازات في مجال الإنسان وما تتطلبه حياته كي يكون ناجحاً وسعيداً ومنتجاً، لا تعيقه عقبة، ولا تعرقله كبوة، هو هذا الإنسان الذي كرمه الله على سائر خلقه، وجعله في أعلى مراتب التبجيل وتأصيل آدميته على أرض البسيطة.
الإمارات من هذه الثوابت الدينية والإنسانية والمنطقية انطلقت، وأسرجت خيول قناعاتها، واستطاعت أن تثبت للأمم أنها الدولة الرائدة في مجال العمل الإنساني، هذا ما جعلها اليوم تبدو في العالم المرآة التي تعكس رغبة الشعوب في التصدي لكل ما يغبش، وكل ما يغش البشرية في حياتها.
اليوم، الإمارات تشمخ نجماً عالمياً في نطاق الدول الأكثر قدرة على توفير السعادة، للمواطن والمقيم، على حد سواء.
اليوم الإمارات وهي تنطلق للفضاء بقوة الإرادة، مدعومة من مشاعر الحسنى التي تميزت بها قلوب أبنائها، واتشحت بها أرواحهم، وأصبحوا في العالمين القدوة والنموذج، كل ذلك يحدث لأن وراء هذا التميز قيادة فطنت منذ وقت مبكر، لأهمية أن يكون الإنسان سعيداً، حتى يعمل بنجاح، وحتى يعطي من دون شروط، وحتى يبذل لكي ترتفع هامة الوطن، وتترسخ مبادئ البذل والتضحية كثوابت، لا تحتاج إلى جدال أو تنظيرات، هذا ما سعت إليه قيادة الإمارات، وها هو يتحقق على أرض الواقع.
والعالم اليوم لا يعترف إلا بالناجحين، ولا يحترم إلا المتفوقين، ولا يتوقف إلا عند المبهرين، ولا يستمع إلا إلى النغمات الصافية، ولا تدهشه إلا الأناشيد الاستثنائية، ولا يرى سوى الأضواء الساطعة.
كل هذا يحدث على هذه الأرض، والتاريخ يسجل، والذاكرة الإنسانية تحفظ، وتجذر ما تحفظه.