ما بين قارتين، «سوبر ليج» متوفى أكلينيكياً، و«سوبر ليج» يسرع «المخاض»، لعله يدرك «الولادة القيصرية».
في أوروبا خرجت فكرة «سوير ليج» على استيحاء، تريد أن تتصدر المشهد الكروي الأوروبي بديلاً لدوري أبطال ما عادت إيراداته تكفي الأندية التي صعدت موازناتها لمستويات قياسية، فلما شعر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بأنها محاولة مكشوفة لسحب البساط من تحته، هو من يستقوي بدوريه ولا يريد أن تمس شعرة واحدة منه، رفع اللاءات، بل وطالب من وصفهم بـ «العصاة» بالعودة إلى «دار الطاعة».
لم يكن تشيفيرين وحده الذي خاطب مصممي الفكرة «الصادمة» باستعلاء، بل وبغلطة وهو يصفهم بالأنانيين، فقد انضم إليه في خطاب التأنيب والشجب والوعيد رئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو، وإليهما انضمت رابطة الأندية الأوروبية تستنكر هذا الزهو بالذات لدى الأندية المنعوتة بالكبيرة.
وبدا غريباً أن ينضم رئيس «الفيفا» إلى «فيلق» المحاربين لـ «السوبر ليج» الأوروبي، ويسرع الخطى في الاتجاه المعاكس، نحو أفريقيا ليشهر بها«سوبر ليج» بنفس المقاس وبذات الشكل والحمولات الاقتصادية، ويباهي الجميع بأنه حقق وعده الأول لقارة إن أعطته أصواتها، ما تأخر هو في إيجاد الرافعات الاقتصادية لتسريع نموها.
الغريب أنه لا «السوبر ليج» الأوروبي لفظ أنفاسه تحت أنقاض الغضب وتوارى، حيث أصحابه من رؤساء كبار سادة القارة لا يستسلمون ولا يتراجعون ولتنزيل مشروعهم مصممون، ولا «السوبر الأفريقي» اكتمل مخاضه، وآن أوانه ليخرج من الخيمة سوياً لا علل ولا أعطاب فيه، فالصورة مع إقرار رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بأن النسخة الأولى دنت من موعدها، ما زالت مشوشة، بخاصة وأن ما تم الحديث عنه، نسخة أولى تجرى بثمانية أندية فقط، هي التي زارتها بعثات تفتيشية تمثل الشركة المنظمة، أندية كان من المنطقي جداً وجودها للمرجعية التي تملكها، وأخرى يثير وجودها الجدل، أندية غينية وتانزانية «هورويا وسيمبا» ليس في حوزتها أي لقب لدوري الأبطال.
لا يعرف ما إذا كان «السوبر ليج» الأفريقي سيجني أم لا على دوري الأبطال، بينما كان الأفضل هو تجويد دوري الأبطال بتحيين نظامه والرفع من جوائزه المالية والحرص على إجراء مبارياته بملاعب جيدة، وأكثر منه تعميم حكم الفيديو على جميع مبارياته عوض العمل به من بداية دور الثمانية.
في أوروبا لا يسأم الكبار من الدعوة لمشروعهم الذي سينقل الأندية لبحبوحة عيش، بعد الذي تجرعته من خسائر مالية بسبب جائحة «كوفيد 19»، وقد عادوا مؤخراً من الواجهة الخلفية يقترحون نظاما وفلسفة معدلتين، وأشك في أن يموت حلمهم أو أن يتكسر شراعهم برغم كل الكواسر، وفي أفريقيا يحتاج «السوبر ليج» إلى كثير من الروية والحكمة والبيئة النظيفة حتى يتنفس هواء نقياً، لا أن ينبت مثل «الأشواك الضارة» في «المستنقعات».