ثمة ما يلفت الانتباه في كتابات الشيخة سلامة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، انتباه أول أنها ابنة بيئتها الأصيلة، وآخر أنها لا تحيد عن جوهر الإنسان وما ينشده من صدق وأمانة وفكر وثقافة. إنها ذات رؤية بعيدة للكتابة وضمن عالم إنساني جميل يرقى بالمفاهيم الثقافية لتمتد من جذورها، لنبدأ من رحلة التسعينيات من القرن الماضي، جوائز أنجال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان التي أثرت الساحة الثقافية المحلية والعربية والعالمية بما قدمته من منظومة عمل مكتملة وجلية، واستضافة العديد من الشعراء الكبار والأدباء مثل فدوى طوقان، إضافة إلى عملها الإنساني المتمثل في إهداء ريع الكتب إلى دور اليتامى ومؤسسات الأعمال الخيرية الرائدة في مجال ثقافة الإنسان بدول عدة، فكتبت الجوائز الأدبية ذلك النجاح بما مدت به قصص اليافعين من دعم لا مثيل له.
ها هي الشيخة سلامة تقدم ثمرة جميلة من ثمار المعرفة ولها امتدادات ثقافية إبداعياً بما تقدمه من إصدارات قصصية تفوق الوصف وهي تعبر عن عالم الإنسان وبيئته وفلسفة العلاقة ما بين الإنسان والطبيعة التي رمزت لها من بيئة وطنها، فقصة الحصان والسلوقي والصقر ترمز للحياة البرية وجمالية الفطرة الإنسانية المعبرة عن أسرارها ومقوماتها التي تكسب الإنسان قيمة وقامة، فهذه القصة بالذات من أهم قصص اليافعين ولها مزيج فكري بأن الإنسان كلما خاطب الطبيعة وجد ضالته في الفلسفة الوجودية. ولعل كثيراً من هذه القصص العالمية اتسعت رؤاها بهذه الخاصية الفكرية والأدبية ما بين قصص اليافعين والكبار، فأرادت الكاتبة أن تجمع هذه العلاقات المختلفة ما بين منظومة الصيد المتمثلة في الصقور والخيل والسلوقي وهي تعكس علاقة رمزية جميلة وفطنة ومؤثرة، وثمة صفات لكل حيوان مختلفة عن غيره من الذكاء سجلتها القصة على لسان كل حيوان.
كتبت الكاتبة قصصاً جل محتواها من بيئة تراثية مجتمعية لها قيمها كقصة أم النار المنتمية لحضارة أم النار ونهجها المعرفي، وفي هذه القصة يحضر الإنسان المنتمي لبيئته وتضاريسها الجميلة في تصوير للخير والنور الذي يسري في حياة البشر لينير جوانب عدة من الحياة والبيئة البرية التي تطلب من الإنسان الصبر ومساعدة الآخرين. إنها من قصص الموروث الشعبي الذي هو حاجة لتغذية أفكار اليافعين بهذا المد الجميل من القصص الأدبية والروايات الناضجة.
كتبت الكاتبة العديد من هذه القصص الجميلة، ومنها مسرحية جميلة حول حقوق الطفل، وتصويرها عالماً من الخيال والواقع التراثي أثرى الكتابة لدى الكاتبة، وقدمت رؤية جميلة للقصص لليافعين، حكائيه تراثية، ممهدة من بيئة الإمارات، ورسالة لأطفال الإمارات والعالم.