«الحمد لله أننا كمواطنين كرام ما ابتلينا بزوجات كوريات أو يابانيات، وإلا تبهدلنا بهدلة، وتعبنا من نشاطهن الزائد، والحركة السريعة، تلقى الواحدة من الصبح ثائرة، ولا في عينها قطرة رقاد، تريد تتريض، وتركب دراجة طاردة الكسل، وتريد أن تتناول فطوراً صحياً كله خضراوات مسلوقة، ونحن تعرفوننا، نثور من النوم، وعظامنا متبريدة، ونبا ساعة لين نكش عن وجوهنا تعب الأمس، ونتمطأ، وبطونا ما تشتهي العيشة الساعة سبعة، اسميها نشبة وعثرة، والله لنفتضح في بنات الخلق اللي هناك، وبعدين وايدين منا ما يحبون يتكلمون إنجليزي على الريق، ولا لهم بارض يسمعون كورية تتحدث بالإنجليزي صباح الله خير، وإلا يشرب شاي لونه أزرق لا شكر، ولا مغلي وايد، ولا فيه لا حليب ولا قناد، كل يوم اشوف واتعجب من جارتنا الكورية، تودي عيالها المدرسة بعد ما تريقهم، وترجع وتسوي حق زوجها نصيبه، وتظهر تركض كرياضة صباحية إلزامية، وعقب شوي ترد تجر عربة تسوق مشياً من السوبر ماركت غير البعيد عنا، واللي أنا أسير له بالسيارة عادة، كل هالأمور وبعدها الساعة ما وصلت تسع، وأنا توني ناش واستمتع بصباحي من الشرفة وبوزار وفانيلة، قال حالة رومانطيقية أو يمكن المسكينة تفتكرني أمارس اليوغا الصباحية وأنا بلباس حياة «غاندي»، أقول لكم: نحن مب مال كوريات ويابانيات، ما في أحسن من شغلنا، صابرات علينا بمزاجنا المتقلب، ومتحملات فتنة الصبح، والزين فيهن ما يلزّمن عليك تحوط وياها على دراجة «سيكل بيدر» من صباح الله خير»!
«من تشوفون الحرمة لابسة نعال خفيفة مثل القشرة في الصباح، وتسمع لها ذيك الطقطقة، اعرف أنها رايحة الدوام، وبتخطف على «ستاربكس» قبلها، واللي لابسة كعب منهن، هذه ما تنزل بنفسها تشتري القهوة الصباحية، تطلبها وتدفع عبر «الأبليكيشن» وتخلي شغالتها تنزل تجيبها لها، وإذا ما شفت رياييل غلاظ، ومتهندمين بكنادير شبه جديدة، ونظارات شمسية سوداء، ويخطفون مستعجلين علشان «ماغ» القهوة، فاعرف أنهم يشتغلون في شركات البترول، أما الرياييل الرفاع اللي تلقى الواحد منهم بطنه لاصق في ظهره، تقول مضمر من شهور، فعملهم عادة في إحدى الشركات اللي فيها استراتيجية، وتطوير الذات، والشفافية والاستشراف»!
«في عملات تاوي عليها من كثرة البهدلة اللي لقتها في حياتها، والتقلبات التي مرّت بها، ونظرة الناس الشينة لها، بحيث لا يذكرون لها ماضياً مشرقاً أبداً، مثل التوامان، والليرة، والروبية، وكل أنواع الجنيه، ما في أحد أحسن من أحد، حتى الإسترليني اللي كنا شادّين الظهر به، ظهر والله أنّه كل يوم في حال، وين أيام زمان يوم كنا نعطي سائق الأجرة الإنجليزي بسيارته السوداء التقليدية جنيه إسترليني يتم يتحكك، ويقول: ما ألقى عندكم خَرْده أصغر منه، لأنه ما عنده يرد لنا الباقي»!
«يا أخوان.. بتخبركم، وين أصبحت اليوم كلمة الخصخصة، تحيدونها، الكل.. ما عندهم شغلة إلا الخصخصة، ومرات أصحاب اللغة العربية يلحنونها بقولهم الخوصصة، قال يعني وايد تفرق، المهم وقتها كانوا حاشرينا بها، حتى في نشرات الأخبار تظهر لنا، وكل مدير جديد يتلقانا بكلمة الخصخصة، فتخاف ونقول بـ«يفنّشنا» ثاني يوم، وأيامها كانت لها شَنّة ورنّة في الأذن، وتفتح لك مجالات الترقية، الحين أشوف كل جماعة الخصخصة إما الواحد منهم متقاعد أو غيّر شغله أو ما فادته الخصخصة»!