هي «قبلة حياة»، تلك التي أخرجت تشيلسي بمالكه الملياردير تود بوهلي، ومدربه جراهام بوتر ولاعبيه الذين جُلبوا إلى «ستامفورد بريدج» بأرقام مالية فلكية، من «سكتة قلبية» وشيكة، عندما فاز أولاً على ليدز يونايتد في الدوري الإنجليزي يوم السبت الماضي، وعندما أسقط «الجراد الأصفر» بروسيا دورتموند مساء الثلاثاء، في إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا.
ما صدق أحد أن ينهار تشيلسي في أسابيعه السوداء بشكل مريع، إلى درجة أن يتراجع إلى المركز العاشر في ترتيب «البريميرليج»، وما كان أحد يستوعب خروج الفريق من الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال، بعد الخسارة ذهاباً في ميدان دورتموند بهدف للاشيء.
كان أسبوعاً مصيرياً، ذلك الذي أقبل عليه تشيلسي، بمالك لا يصدق أن الأموال الطائلة التي صرفها على الانتدابات لم تنبث إلا شوكاً وألماً، ومدرب ما وجد صيغة تكتيكية ترفع تشيلسي إلى الإطار الذي يستحقه وتعود عليه، رقماً صعباً في معادلة التدافع نحو الألقاب، ولاعبين لم يعثروا على «الوصفة الأمثل» لتقدمهم جماعياً بالشكل الذي يجود الأداء ويحقق الانتصارات.
وكم كان الفوز على ليدز برغم ضحالته ثميناً وغالياً، فقد قطع بتشيلسي نهر الأحزان والخوف، بل وهيأه بأفضل صورة لكي يقبل على المباراة المفصلية أمام دورتموند، يسأل منها فوزاً بفارق هدفين يصعد به إلى ربع النهائي، ويجنبه كارثة رياضية واقتصادية، ويعفيه من دخول محرقة يكتوي بلهبها الجميع.
يئن تشيلسي إنجليزياً تحت وطأة نتائج سلبية تتوالى، وفي تواليها تتكسر الضلوع، ويجبر فريق الألقاب على السقوط إلى «درك أسفل» في ترتيب الدوري، ويترنح الفريق أوروبياً بالشكل الذي جعله يخسر في «سيجنال بارك» مباراة الذهاب أمام دورتموند، لو كان في حالاته العادية، لكسبها بفارق مريح من الأهداف، يحدث كل هذا مع «البلوز»، وهو الذي أنفق بسخاء كبير جداً في «الميركاتو الشتوي»، حتى إن 368 مليون يورو التي صرفها على انتداباته الشتوية، فاقت مجموع ما صرفته الأندية الإنجليزية مجتمعة، ولكنها في واقع الأمر ما أعطته شيئاً على مستوى الأداء الجماعي، ولولا الروح التي بعثتها الجماهير في اللاعبين «الزرق»، وهي تحتشد بالآلاف عند مدخل «ستامفورد بريدج» لتلهم وتحفز، لما شاهدنا تلك «الصحوة الزرقاء».
وإذا ما تصور أحد أن الملايين التي سحبها مالك تشيلسي من محفظته، لينجز كل تلك الانتدابات القياسية التي قام بها الفريق، هي ما صنع الفارق أمام دورتموند، فهو خاطئ، لأن ما ساعد تشيلسي على إسقاط «الجراد الأصفر»، الانفجار العاطفي الذي أسهمت فيه جماهير تشيلسي، انفجار تحول إلى قوة دفع رهيبة، بل كان هو قبلة الحياة التي أخرجت تشيلسي من «الموت الإكلينيكي».