ما سئم المغرب، ولا ملّ من سعيه لربح رهان تنظيم كأس العالم، إن اختلفت السياقات ومحتوى ومضمون ملفات الترشيح، فإن الثابت هو أن المغرب يطارد الأمل الكبير، في أن يكون يوماً مستضيفاً للحدث الكروي الكوني الذي لا يرتفع عليه أي حدث رياضي آخر، إلا الألعاب الأولمبية.
ستكون هذه سادس مرة يدخل فيها المغرب سباق الترشح، بعد أن أخفق في 5 مرات سابقة، وعوضاً أن نقول إنه أدمن الفشل يجب أن نقول إنه تشبع بالأمل، لذلك لا يفتر له عزم ولا تضعف لديه الإرادة، للقبض يوماً على هذا الذي وصفه المغرب من أول يوم تجرأ فيه كأول بلد أفريقي وعربي على دخول سباق الترشح لتنظيم المونديال، بأنه يمثل له مشروع أمة وحلم قارة.
يوم أخفق المغرب لخامس مرة في ربح رهان تنظيم المونديال في نسخته التي تأتينا بعد ثلاث سنوات، بشكلها الجديد، منظمة من ثلاث دول من شمال أميركا، قال إنه سيعاود التجربة، وسيكون في طليعة المترشحين لتنظيم نسخة 2030 التي ستكون نسخة احتفالية وجميلة، لكونها ستحتفي بالمئوية الأولى لكأس العالم، ويوم كشف «الفيفا» عن الأجندة المتعلقة بهذه النسخة وحدد لإيداع الترشيحات أجلاً، بقينا نترقب الصيغة التي يدير بها المغرب تجربته السادسة مع حلم تنظيم المونديال، وتأكد لنا جميعاً أن كأس العالم دخل بالفعل زمناً جديداً مع نهاية نسخة قطر 2022، زمن ينتهي معه التنظيم الأحادي لكأس العالم، وقد زاد عدد المنتخبات بـ12 منتخباً، لينتقل من 32 إلى 48، وهذا معناه أن كأس العالم من اليوم ستجرى في 104 مباريات بدلاً من 64 مباراة، وهذا يفرض تنظيماً ثنائياً أو ثلاثياً أو حتى رباعياً.
وكانت المفاجأة التي كشف عنها ملك المغرب عند منحه جائزة التميز الرياضي لسنة 2022 من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وهو يعلن ترشح المغرب بمعية الجارين الشماليين إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030، هي من قبيل المقاربة الجديدة التي أبدعها المغرب في رحلة الأمل لتنظيم المونديال.
والواضح أن إسبانيا والبرتغال اللذين تحدثا في السابق عن ملف ترشح مشترك إلى جانب أوكرانيا، وجدا أن في دخول المغرب عوضاً عن أوكرانيا التي تئن تحت وطأة حرب لا هوادة فيها مع روسيا، ما يرتقي بالملف الثلاثي إلى مرتبة الكمال، وكيف لا يكون ملف المغربي الإسباني والبرتغالي ملفاً جذاباً وذكياً ومبهراً وعبقرياً، بحسب التوصيفات العالمية، وهو يجمع بين دول تشترك في العشق والشغف والتاريخ والعمق الحضاري، بل ويقدم مزايا رياضية وسياحية واقتصادية وتنموية، لدول الحوض المتوسطي وللقارة الأفريقية وللدول العربية، ملفاً يضمن للعالم كله مونديالاً أندلسياً نموذجياً، يبرز الأبعاد الجمالية والرياضية للنظام الجديد ويزيد في ثراء وخصوبة الإرث الإنساني.