التفاعل الواسع الذي حظيت به مشاركة مدن وإمارات الدولة في ساعة الأرض، أمس الأول، يجسد تزايد الوعي المجتمعي والمؤسسي مع قضايا البيئة وصونها، والاهتمام الكبير الذي توليه الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد في جميع أنحاء الدولة بهذه القضايا ذات الصلة المباشرة بمستقبل الأجيال القادمة والكوكب الذي نعيش عليه.
وتكتسب مشاركة مدن وإمارات الدولة في هذا الحدث العالمي أهمية خاصة هذا العام والإمارات تشهد عام الاستدامة الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتكثف استعداداتها لاستضافة أكبر وأهم مؤتمر دولي الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف المعني بالمناخ COP28، والذي يعبر بدوره عن حجم الانشغال والانخراط الإماراتي في العمل المناخي، وتقود من خلاله جهداً دولياً رفيعاً لخفض الانبعاثات بالصورة المرجوة، وتحقيق الإجماع حول المبادرات والاتفاقات المتفق عليها في المؤتمرات السابقة، والانتقال بالعمل المناخي نحو ترجمة عملية وواقعية على أرض الواقع لما فيه مصلحة الجميع ومساعدة الدول والمجتمعات الأقل نمواً على مواجهة تداعيات ظاهر التغير المناخي.
ساعة الأرض فعالية بدأت بصورة متواضعة وبسيطة في مدينة سيدني الأسترالية قبل أن تصبح عالمية يشارك فيها الملايين من الأشخاص في أكثر من 195 دولة حول العالم، وتجري في السبت الأخير من شهر مارس حيث يتم إطفاء الأضواء وتخصيص ساعة للأرض، وقضاء 60 دقيقة في القيام بفعل إيجابي لصالح كوكبنا من الساعة 8:30 مساءً.
ومنذ إطلاق الصندوق العالمي للطبيعة للحملة في عام 2007، شهدت تفاعلاً وتجاوباً كبيرين مع تزايد الوعي والإدراك بأهمية تضافر الجهود والتعاون على المستويات، والعمل المشترك الحملة الضوء على قضيتي تدهور الحياة البرية وتغير المناخ.
مساء أمس الأول، انضمت العديد من المعالم الرئيسية في دولة الإمارات، وفي مقدمتها برج خليفة وجامع الشيخ زايد الكبير إلى معالم عالمية كبرج إيفل وعين لندن والكولوسيوم في إطفاء الأضواء لتذكير ملايين البشر حول العالم للتحرك نحو التغيير، ولتكون بمثابة ناقوس يذكر الجميع بأهمية وضرورة حماية كوكبنا من أجل أبنائنا وأحفادنا الذين من حقهم أن ينعموا ببيئة نظيفة وحياة أجمل. والتحية لجمعية الإمارات للطبيعة - الجمعية البيئية غير الحكومية- التي تحرص على تذكيرنا بهذه المبادرة السنوية، وتتصدر دعوات وجهود إحياء المبادرة مع شركائها الرئيسيين في الحملة التي رغم بساطتها إلا أنها تعني الكثير، وتحمل أصداء قوية لقوة التزامنا نحو كوكب الأرض ومستقبل الحياة عليها.