يبدو أن مونديال «قطر 2022»، سيكون آخر مونديال تنظمه إحدى الدول منفردة، لاسيما بعد قرار «الفيفا» بزيادة عدد الدول المشاركة في النهائيات إلى 48 منتخباً، مما يصعب جداً من مهمة أي دولة باستضافة كل هذا العدد، وسيكون أول تطبيق لقرار «الفيفا» بزيادة العدد في «مونديال 2026»، بتنظيم «الثلاثي» الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
ويبقى السؤال: من ينظم «مونديال 2030»؟، حيث الصراع الساخن ما بين الثلاثي «المغرب وإسبانيا والبرتغال»، والرباعي الأميركي الجنوبي «أوروجواي والأرجنتين وباراجواي وتشيلي»، مع تراجع الحديث عن الملف الثلاثي «السعودية ومصر واليونان».
ويحظى الملف المغربي الإسباني البرتغالي، بدعم لا محدود على الصعيد الرسمي، حيث أعلن ملك المغرب عن حرص بلاده الكامل على استثمار نجاحات الكرة المغربية التي منحتها جائزة التميز على مستوى «القارة السمراء»، بعد أن أبهرت العالم بتأهلها إلى نصف نهائي المونديال الأخير، وكانت تلك النتائج الرائعة، وراء تأكيد وليد الركراكي مدرب «أسود الأطلس»، بعد الفوز الودي على البرازيل، بأن طموح المغرب هو الفوز بكأس العالم المقبل.
ويرى المغرب أيضاً أن الملف يحقق طموحات القارتين الأفريقية والأوروبية.
وفور الإعلان عن ذلك الملف الثلاثي، بادر موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي، بدعم الفكرة بل ذهب إلى أكثر من ذلك، ونال تأييد كل أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي، معلناً أن الملف الثلاثي هو ملف كل الأفارقة، حتى تستعيد «القارة السمراء» حق استضافة المونديال بعد 20 عاماً من احتضان جنوب أفريقيا للمونديال.
وعلى الجانب الآخر، يؤمن الملف الأميركي الجنوبي بحظوظه، من منطلق أن «مونديال 2030» فرصة سانحة للعودة إلى الجذور، احتفالاً بمرور 100 عام على تنظيم أوروجواي النسخة الأولى لكأس العالم، على أن يقام حفل الافتتاح في نفس الملعب الذي احتضن أول مباراة في تاريخ كأس العالم.
وعندما يحين موعد تحديد مستضيف «مونديال 2030» العام المقبل، فإن الملف الثلاثي «المغرب وإسبانيا والبرتغال» يحظى بفرص أفضل للنجاح، خاصة أن التصويت سيتم عبر الجمعية العمومية «211 عضواً»، عكس ما كان يحدث في السابق عندما كانت اللجنة التنفيذية التي تضم 24 عضواً فقط، هي التي تحدد الدولة المنظمة، مما يعني أن الملف المغربي يضمن 54 صوتاً أفريقياً، و55 صوتاً أوروبياً، فضلاً عن أصوات عرب آسيا، وهو ما يوازي أكثر من 50 % من أصوات الجمعية العمومية لـ«الفيفا». وهو بالتأكيد ما نتمناه.