استكمالاً لحديث أمس حول أهمية دور كل مواطن ومقيم في حماية وصون أمن واستقرار المجتمع، وتحليه بالمواطنة الصالحة الإيجابية، والتعاون مع الجهات الأمنية والشرطية المختصة للتصدي لتجار ومروجي المخدرات، ومثال ذلك ضبط أصحاب «مشتل الخيمة»، نتطرق اليوم لحملة جديدة لوزارة الداخلية تستهدف مجرمين يقتحمون خصوصياتنا برسائل «واتساب» من خارج الدولة من دون تمييز للإيقاع بكل من تصله واستدراجه لمستنقعات الإدمان، ليكون أسيراً لديهم ولغاياتهم الإجرامية، تحمل تسجيلات صوتية بلغة عربية ركيكة عن توافر مختلف أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية، وتزيين سهولة الحصول عليها.
الحملة الجديدة «شاركنا لنمنعها»، نشر عنها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، عبر حسابه الرسمي على «تويتر» مقطع فيديو، وهي تحث على تعزيز التكاتف المجتمعي لمنع تلك الرسائل خبيثة الغايات والمقاصد، ودعا سموه الجميع للتصدي لتك الرسائل المسمومة والتي تصل من خارج الإمارات عبر منصات التواصل الاجتماعي، قائلاً: «فلنكافح تلك الرسائل ولنحافظ جميعنا على الأسر ومجتمع الإمارات، نشكر شركاءنا في شركة (ميتا) لتعاونهم وحرصهم على سلامة المجتمعات». 
الحملة تضمنت استعراض الجهود الاستباقية لوزارة الداخلية «لمنع وقوع هذا النوع المستجد من الجرائم، حيث قامت بالتنسيق مع وزارة الذكاء الاصطناعي بالوصول إلى آلية معينة، لمنع وقوعها».
وقال معالي عمر العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، حول مشاركة الوزارة في هذا الجهد الكبير، إن «الذكاء الاصطناعي، تمثل نظماً ذكية، وإذا كان المجتمع واعياً، ويبلغ عن الرسائل التي لا نرغب في أنها تنتشر في المجتمع، فإن هذه النظم مع الوقت تتعلم وتحجب هذه الرسائل من دون حاجة لتدخل بشري». وذكّر الجميع بإجابته في حماية المجتمع بالقول بأنه «واجب على كل شخص موجود في دولة الإمارات التأكد من أن هذه الرسائل لا تنتشر، وأن يبلغ عنها، ويعمل على زيادة وعي كل شخص حوله للتأكد من حماية هذا المجتمع». 
وقد حرصت مختلف الجهات المختصة خلال الفترة الماضية على دعوة وتنبيه الأسر إلى «مراقبة الرسائل الإلكترونية المجهولة التي تصل لأبنائهم من أرقام هاتفية خارج الدولة، وتوعيتهم بعدم التفاعل مع هذه الرسائل، والإبلاغ عنها بالاتصال على خدمة (أمان)». ولنتذكر جميها بأنه بتكاتفنا وتعاوننا سنكون سداً منيعاً في وجه تجار السموم وبضاعتهم القاتلة لأجل حماية أبنائنا وبلادنا، وحفظ الله الجميع.