هل من الممكن أن تتحول كرة القدم إلى وسيلة للتهذيب والتأديب والإصلاح، سؤال فرض نفسه على مجريات القمة الساخنة ما بين «السيتي» و«الريال»، على استاد «الاتحاد»، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي انتهت بفضيحة كروية بخسارة «الريال»، نادي القرن في أوروبا، وحامل لقب بطولة دوري الأبطال ومونديال الأندية برباعية نظيفة مع الرأفة.
وعاش العالم ليلة من أعظم ليالي «السيتي» الذي تلاعب بـ «الريال»، منذ صافرة البداية، وحتى لحظة تسجيل الهدف الرابع مع مشهد الختام، حتى إن نسبة استحواذ «السيتي» بلغت في بعض فترات المباراة حوالي 80%.
وشخصياً أرى أن تفوق «السيتي»، عاد بالأساس إلى قدرة الفريق على استعادة الكرة بأسرع وقت ممكن، ناهيك عن التفوق البدني الواضح واستغلال خطأ أنشيلوتي، عندما ظلم كامافينجا في مركز الظهير الأيسر، من دون أن تكون لديه القدرة على مواجهة طوفان برناردو سيلفا الذي ارهق الدفاع المدريدي، وكان أحد أهم أسباب تفوق «البلومون»، وفي المقابل نجح دفاع «السيتي» في الحد من خطورة فينيسيوس جونيور الذي اكتفى بتسديدة واحدة، مثله مثل توني كروس الذي اصطدمت كرته بالعارضة، في حين نجح كورتوا حارس «الريال» في التصدي لثلاث فرص محققة.
نجح بيب جوارديولا في رد الصاع صاعين لـ «الريال» الذي أخرج «السيتي» من الدور نفسه في نسخة العام الماضي، عندما فاز «السيتي» في الذهاب 4-3، ورد «الريال» في الإياب بثلاثة أهداف لهدف، وتأهل إلى النهائي، وانتزع لقب بطولته المفضلة.
وبات «السيتي» مرشحاً لموسم غير مسبوق، حيث عانق لقب الدوري الإنجليزي رسمياً، والاحتفاظ به للموسم الثالث على التوالي، كما أنه يواجه مانشستر يونايتد في نهائي كأس إنجلترا، وعندما يحين موعد العاشر من يونيو المقبل، ستكون المواجهة مع إنتر ميلان في نهائي «الشامبيونزليج» في ملعب كمال أتاتورك في إسطنبول، وهو الملعب الذي يتفاءل به الإنجليز، مستعيدين ذكريات نهائي 2005، عندما استضاف الملعب نفسه، ليفربول الإنجليزي وميلان الإيطالي، وتقدم ميلان في الشوط الأول بثلاثية، قبل أن ينتفض ليفربول في الشوط الثاني، ويتعادل 3-3، ويستمر التعادل في الشوطين الإضافيين، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي انتصرت لـ «الريدز»، وعبست في وجه ميلان ليتوج الإنجليز بلقب كان أقرب للميلان من حبل الوريد!